دبي في 22 مايو /وام/ دعا سعادة الدكتور علي محمد الخوري، مستشار مجلس الوحدة الاقتصادية العربية رئيس الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي إلى "إعادة تعريف البحث العلمي" كأولوية استراتيجية لدول العالم العربي.
و أكد الخوري في كلمة رئيسية ألقاها ، في مؤتمر "سيملس 2025" الذي أختتم بدبي أن تقدم الأمم لا يُقاس بمقدار استهلاكها للمعرفة، بل بقدرتها على إنتاجها وتحويلها إلى قوة اقتصادية وتكنولوجية.
وعن الواقع المعرفي العربي، أشار الدكتور الخوري إلى أن مساهمة الدول العربية في الإنتاج العلمي العالمي لا تتجاوز 1% وأن حجم الإنفاق على البحث العلمي أقل من 0.5% من الناتج المحلي الإجمالي، في حين أن المعدل العالمي يصل إلى 2%، و5% في الدول المتقدمة والنامية.
وتطرق الخوري إلى أزمة هجرة الكفاءات، موضحاً أن الدول العربية تخسر سنويا حوالي 2 مليار دولار بسبب فقدان كفاءاتها العلمية لصالح دول أخرى.
ورغم التحديات، أكد وجود فرص كبيرة للاستفادة من التحول الرقمي حيث يمكن للتقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة أن تساهم في تحسين بيئة البحث العلمي في المنطقة.
واستعرض الدكتور الخوري توصياته الموجهة لصناع القرار، والتي اشتملت على إنشاء مجالس عليا للبحث العلمي، وتحفيز ودفع القطاع الخاص على تمويل الأبحاث على المستوى الوطني ذات التأثير الاقتصادي، وإنشاء صناديق سيادية للبحث العربي.
ودعا إلى تطوير المنظومة التعليمية لتطوير جيل قادر على التفكير التحليلي والابتكار في مجالات البحث العلمي، بالإضافة إلى تبني سياسات مدروسة لاستقطاب الكفاءات العلمية المتخصصة والمبدعة.
وفي ختام كلمته، أشار الدكتور الخوري إلى أن "المعرفة لا تُورث، بل تُنتج"، مؤكداً أن بناء المستقبل يبدأ من الداخل، وأنه يجب على الدول العربية أن تكون جزءًا من صناعة المستقبل المعرفي.