دبي في 17 أكتوبر / وام / أكد خبراء عالميون أن العديد من دول العالم ما زالت لم تتعاف من جائحة كوفيد 19، مشددين على ضرورة تسخير التقنيات الحيوية والذكاء الاصطناعي لتسريع معدبات النمو.
جاء ذلك خلال جلسة حملت عنوان "تسريع التنمية في العصر الذكي"، التي بحثت التحديات المناخية والتوترات الجيوسياسية، وكيفية مساهمة التعاون العالمي في حماية النمو الاقتصادي مع معالجة المخاطر المعقدة التي يواجهها العالم، ضمن أعمال اجتماعات مجالس المستقبل العالمية التي نظمت في دبي، بالتعاون بين حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي، وشارك فيها كل من ميغان بالمر مديرة مبادرة "آي جي إي أم"، ومسعود أحمد الرئيس الفخري لمركز التنمية العالمية، وأدارتها مينا العريبي رئيسة تحرير صحيفة ذا ناشيونال.
وقالت ميغان بالمر، إن التقنيات الحيوية والذكاء الاصطناعي مهمة في التحولات الاقتصادية وبناء مستقبل آمن ومزدهر ومستدام لمختلف المجمعات وهي تمس كافة جوانب حياتنا، مشيرة إلى أن الأدوات والتقنيات الحديثة تملك القدرة على تعزيز احتياجات العديد من المجتمعات بشكل كبير، وطرحت مثلا بأنه يمكن للابتكارات في مجال التقنيات الحيوية أن تقدم حلولاً لتوفير المحاصيل المستدامة والغذاء واللقاحات والمواد التي تنتج نفايات أقل.
وأكدت بالمر على أهمية معالجة التحدي المتمثل في ضمان الوصول العادل إلى الفرص، مشيرة إلى أن العديد من الدول تفتقر إلى البنية التحتية الأساسية اللازمة لتعزيز الابتكار والتطوير، شددت على الحاجة إلى إيجاد توازن بين حماية حقوق الملكية الفكرية وضمان الوصول إلى التقنيات الناشئة التي يمكن أن تحدث فرقاً حقيقياً.
وأكدت أهمية بناء جسور التعاون في مواجهة التحديات الكبيرة، ما يتطلب استثماراً في تنسيق التقنيات ومشاركة المعرفة عبر الحدود، وقالت : إن الحكمة والثقة هما عنصران أساسيان في بناء أطر التعاون، لدينا فرصة هنا لبناء علاقات تمكّن الدول من النمو معاً، وضمان استثمار إمكانيات كل فرد من أجل تحقيق الخير المشترك.
وقال مسعود أحمد: على مدار حياتنا كانت هناك فترات شهدنا فيها تقدماً كبيراً في التنمية، وأخرى شهدت ركوداً، فعلى سبيل المثال، في الثمانينيات، بدأت العديد من الدول في تحسين أوضاعها الاقتصادية الكلية وهيكلياتها، ما أدى إلى تحسينات كبيرة في متوسط العمر المتوقع لدى الأفراد الذي ارتفع بمقدار 25 عاماً خلال تلك الفترة، لقد شهدنا تقدماً استثنائياً خلال هذا الوقت، ومع ذلك، في الآونة الأخيرة، لاحظنا تباطؤاً في اتجاهات النمو والتقدم.
وأرجع مسعود أحمد السبب الرئيسي لهذا التباطؤ إلى تأثير جائحة كوفيد، التي أثرت بشدة على أفقر الدول، مشيرا إلى أن ربع الدول الفقيرة لا تزال لم تتعافَ بعد إلى مستويات ما قبل الجائحة، في حين أن بقية العالم قد تجاوز الأزمة، وحالياً، يتزايد عدد النازحين، مما يلقي الضوء على تراجع قدرتنا على التعاون على المستوى الدولي، مشيرا إلى أن هذا النقص في التعاون ساهم في صعوبة معالجة التحديات التي كنا نعمل على حلها معاً في الماضي.
وأكد الرئيس الفخري لمركز التنمية العالمية أنه بينما ننظر إلى المستقبل، يبقى السؤال الأساسي هو كيف ندير مسألة التغير المناخي وكيف نستفيد من التقنيات الناشئة، وقال : على الرغم من وجود العديد من الجلسات التي تناقش أهمية هذه التقنيات- وخاصة الذكاء الاصطناعي - يجب أن نتذكر أن الحكمة هي التي ستوجهنا في نهاية المطاف في كيفية التنقل بمسؤولية في هذا العصر الذكي.
يذكر أن مجالس المستقبل العالمية 2024 شهدت مشاركة أكثر من 500 شخصية عالمية في 30 مجلساً، شملت مواضيعها خمسة مجالات رئيسية هي؛ التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، البيئة والمناخ، الحوكمة، الاقتصاد والمالية، والمجتمع، واستقطبت 70 من نخبة الرؤساء التنفيذيين لأبرز الشركات العالمية الرائدة الذين يشاركون رؤاهم حول مستقبل قطاعاتهم بهدف رسم المسارات نحو تحقيق التنمية المستدامة.
خبراء يناقشون تحولات التكنولوجيا الحيوية والاقتصاد بعد "كوفيد 19"
