أبوظبي في 11 فبراير/ وام / شهدت فعاليات اليوم الأول من افتتاح الندوة العالمية الرابعة لدعم التنفيذ 2025 والنسخة الأولى من السوق العالمي للطيران المستدام، التي انطلقت أمس بأبوظبي بحضور 1500 مشارك من 193 دولة.. 15 جلسة حوارية ناقشت آفاق الوقود المستدام للطيران “SAF” في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بمشاركة نخبة من الخبراء وصناع القرار العالميين.
وقال سعادة سيف محمد السويدي، مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني إن الاجتماعات والجلسات، طرحت العديد من التحديات، بالإضافة إلى مناقشة فرص جديدة لدعم الجهود الدولية للتحول نحو منظومة أكثر استدامة لهذا القطاع الحيوي.
وأضاف أن دولة الإمارات ملتزمة بشكل كامل بتعزيز استدامة قطاع الطيران، وتبنت هذا النهج قبل أكثر من 15 عامًا، حيث أعلنت عام 2010 دعم أول قرار عالمي بشأن تغير المناخ في قطاع الطيران، ومنذ ذلك الحين واصلنا التقدم بخطوات ثابتة نحو تحقيق مستقبل أكثر استدامة للطيران من خلال التعاون مع الدول والشركات العالمية.
وقال " قمنا بإطلاق سياسة وطنية وانضممنا إلى خطة كورسيا للتعويض عن الكربون للناقلات الوطنية، مرورًا بالعديد من الخطوات الجادة حتى وصلنا في 2023 إلى إطلاق خارطة طريق للوقود المستدام للطيران، وضعنا خلالها مستهدفات طموحة لتعزيز القدرات المحلية، للوصول إلى إنتاج 700 مليون لتر سنويًا من الوقود المستدام بحلول عام 2030".
وأوضح أن مبادرة الدولة بإطلاق السوق العالمي للطيران المستدام، الأول في منطقة الشرق الأوسط، تعد خطوة مهمة نحو تعزيز حلول إنتاج الوقود البديل، وتهيئة بيئة داعمة لتحقيق الأهداف العالمية للحد من انبعاثات الطيران حيث نسعى من خلال هذه المبادرات إلى أن نكون في مقدمة الدول التي تقود التحول نحو مستقبل أكثر نظافة واستدامة، لصالح الأجيال القادمة.
وافتتحت أجندة اليوم الأول بجلسة وزارية على مستوى منظمة الطيران المدني الدولي “الإيكاو” بمشاركة معالي عبد الله بن طوق المري وزير الاقتصاد ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني، وسعادة سلفاتوري شاكيتانو رئيس منظمة الإيكاو، وسعادة خوان كارلوس سالاسار الأمين العام لمنظمة “الإيكاو” إلى جانب وزراء ومديري عموم سلطات الطيران بالدول الأعضاء بالمنظمة.
وتناولت الجلسة ثلاثة محاور أساسية هي تأثير الطيران على الأهداف الاقتصادية والاجتماعية، وسبل تحقيق التوازن بين النمو والاستدامة في الطيران، وتعزيز دعم التنفيذ للدول ذات الموارد المحدودة عملا بمبادرة "عدم ترك دولة خلف الركب".
وتناولت الجلسات الصباحية التي عقدت تحت مظلة السوق العالمي للطيران المستدام بالتعاون مع "كونجرس مستقبل الطيران المستدام" التابع لمؤسسة مستقبل الطيران المستدام، مواضيع حيوية وفق مسارين رئيسين، حيث ركز المسار الأول على تنظيم مشروعات الوقود المستدام عالميًا، والسياسات والتشريعات المرتبطة به، إضافة إلى تحديات سلاسل الإمداد لتلبية الطلب المتزايد من وجهات نظر شركات الطيران والمُنتجين.
وتم التطرق إلى تمويل مشاريع الوقود المستدام والبنية التحتية اللازمة لتوسيع نطاق الإنتاج، بالإضافة إلى مناقشة آليات تخفيف المخاطر المرتبطة باتفاقيات شراء الوقود، ودور الابتكار في تطوير مدارج طيران متوافقة مع الوقود المستدام.
وركزت الجلسات في المسار الثاني على الإمكانيات الإقليمية لتوسيع نطاق إنتاج الوقود المستدام بطرق فعالة من حيث التكلفة، بالإضافة إلى دراسات حالة حول الاستثمارات العالمية في المنطقة، مع تسليط الضوء على مكانة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كمركز عالمي للوقود المستدام وآليات تحقيق هذا الهدف كما تناولت النقاشات فرص تحول المطارات إلى مراكز طاقة مستدامة تدعم أهداف صافي الانبعاثات الصفرية.