دبي في 12 فبراير/ وام/ استقطب معرضا الشرق الأوسط "لصيانة وإصلاح وتجديد الطائرات" و"التصميم الداخلي للطائرات 2025" في ختام فعالياتهما بدبي 5 آلاف زائر من 105 دول حول العالم، مسجلين أكبر دورة لهما حتى الآن.
وشهد الحدث، الذي استمر يومين بمركز دبي التجاري العالمي، حضورا غير مسبوق، وإبرام العديد من الصفقات، إلى جانب جلسات حوارية معمقة بمشاركة نخبة من خبراء القطاع من مختلف أنحاء العالم.
واستقبل الحدث، أكثر من 8300 زائراً، بزيادة قدرها 11% مقارنة بالعام السابق، إضافة إلى مشاركة 268 جهة عارضة من أكثر من 100 دولة، الذين استعرضوا أحدث منتجاتهم وخدماتهم في سوق ما بعد البيع.
وكشفت الاتحاد للطيران الهندسية، إحدى الشركات العالمية الرائدة في خدمات صيانة وإصلاح وتجديد الطائرات، عن خطتها لمضاعفة إيراداتها من حوالي 270 مليون دولار في نهاية عام 2023 إلى 540 مليون دولار بحلول عام 2030، إلى جانب توسيع قدراتها التشغيلية عبر إضافة مساحات حظائر طائرات جديدة في أبوظبي، وذلك في إطار إستراتيجيتها الطموحة للنمو.
كما أعلنت "ساتاير"، إحدى شركات خدمات "إيرباص"، والاتحاد للطيران الهندسية عن عزمهما إبرام اتفاقية لتطوير حل متكامل لسلسلة توريد خدمات المواد، ما يعكس التطورات المتسارعة في القطاع والاستثمارات المستمرة في المنشآت والتقنيات الجديدة.
وواصلت منصة "جو لايف ثياتر" استضافة جلسات نقاشية خلال اليوم الثاني من الحدث، حيث بحث قادة القطاع العديد من المواضع التي ترسم ملامح مستقبل القطاع في المنطقة.
وخلال جلسة نقاشية حول "توسيع نطاق استخدام وقود الطيران المستدام"، قال براين لونغ المدير الإقليمي لشركة "بوينغ" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن التوسع في استخدام وقود الطيران المستدام يعد أمراً ضرورياً، ولكن الأهم هو ضمان استدامته الحقيقية حيث يكمن التحدي الأكبر في بناء منظومة متكاملة لخفض التكاليف، وزيادة الإنتاج، وضمان اعتماد شركات الطيران لهذا الوقود رغم تكلفته العالية مقارنة بالوقود التقليدي.
وأضاف أن دولة الإمارات تمتلك سلسلة قيمة متكاملة تؤهلها للريادة في هذا المجال، حيث تستحق الإنجازات التي حققتها حتى الآن الإشادة، مؤكدا ثقته بأنها ستواصل ريادتها في تبني وقود الطيران المستدام على المستوى العالمي .
وفي ظل الدور المحوري الذي يلعبه قطاع الطيران في التنمية الاقتصادية بالمنطقة، استعرضت جلسة "مستقبل الصيانة والإصلاح والتجديد في الشرق الأوسط" التي عقدت خلال الحدث رؤى قيمة من نخبة من الخبراء، من بينهم مارسيل جيرث-نوريتزش، مدير عمليات صيانة محركات الطائرات في "سند"، وناتالي ستون، مديرة حلول المواد في برامج العملاء لدى "جنرال إلكتريك للطيران"، وجوان تاي، مدير في " إس تي" للهندسة.
وقال مارسيل جيرث - نوريتزش خلال الجلسة إن المنطقة تمتلك ما تحتاجه من إمكانات لتصبح أحد المراكز العالمية الرائدة في قطاع الطيران، لكن تحقيق ذلك يتطلب تعاوناً وثيقاً بين شركات الطيران والمصنعين الأصليين ومزودي خدمات الصيانة والإصلاح والتجديد والجهات التنظيمية الحكومية لرسم رؤية موحدة لمستقبل القطاع، مشيراً إلى أن تعزيز سلاسل التوريد المحلية والاستثمار في الجيل القادم من المتخصصين في الطيران سيكونان عاملين حاسمين.
وأضاف أنه من خلال التعاون مع الجامعات والمدارس لإنشاء برامج تعليمية وتدريبية مخصصة، يمكننا بناء قاعدة مستدامة من الكفاءات وترسيخ مكانة طويلة الأمد للمنطقة في هذا القطاع.
وسلطت جلسة "مفاهيم المقصورات المستقبلية" الضوء على دور الاستدامة في دفع عجلة الابتكار في تصميم مقصورات الطائرات، حيث ناقش الخبراء حلولاً متطورة للمقاعد والتجهيزات الداخلية.
وأوضح الدكتور دافيندر سوره، أخصائي هندسة الطيران والفضاء في مركز التفوق للأبحاث التطبيقية والتدريب بكلية خليفة بن زايد الجوية خلال الجلسة أن مفهوم الطيران الدائري يشكل عنصراً أساسياً في تعزيز الاستفادة القصوى من أجزاء الطائرات على مدار دورة حياتها، ما يضمن الكفاءة التشغيلية خلال الاستخدام وبعده، لافتاً إلى أن هذا النهج يلعب دوراً كبيراً في خفض التكاليف إلى جانب تأثيره البيئي، حيث يسهم في تطوير مواد جديدة وتحسين استغلال الموارد بشكل أكثر فاعلية عبر مختلف جوانب القطاع.
وقال دانكان فالنتاين، مدير تطوير المبيعات في "فلاي دوكس" إن كل من "معرض الشرق الأوسط لصيانة وإصلاح وتجديد الطائرات" و"معرض الشرق الأوسط للتصميم الداخلي للطائرات" سجل تجربة استثنائية، حيث جمعا تحت مظلتهما جميع العملاء في مكان واحد، مع التركيز على كيفية تطوير الأعمال وتعزيز التعاون، مشيرا إلى أن الشرق الأوسط سمثل سوقاً رئيسية تشمل ابتداء من مكونات المحركات إلى الأساطيل الكاملة.
وقال وليد محيي الدين، الرئيس التنفيذي للتسويق "أماك للطيران" : شهدنا تفاعلاً كبيراً من حيث المناقشات والحلول التي يتم استعراضها، مؤكدا العمل على سد الفجوة بين قطاع الطيران التجاري والطيران الخاص من خلال تقديم حلول صيانة متكاملة مدعومة بإمكانات هندسية متطورة، ونوه بأهمية مثل هذه الفعاليات الإقليمية التي توفر فرصاً أكبر للتواصل وتبادل المعرفة مقارنة بالمعارض العالمية ذات التكلفة العالية.
وتقام الدورة القادمة من "معرض الشرق الأوسط لصيانة وإصلاح وتجديد الطائرات" و"معرض الشرق الأوسط للتصميم الداخلي للطائرات" يومي 4 و5 فبراير 2026.