اليوم الختامي للقمة الشرطية العالمية يناقش آليات مكافحة الجرائم المنظمة

دبي في 15 مايو / وام / اختتمت اليوم فعاليات القمة الشرطية العالمية، التي نظمت في مركز دبي التجاري العالمي تحت شعار "تصميم المستقبل القادم من العمل الشرطي"، بمشاركة واسعة من خبراء وممثلي جهات إنفاذ القانون من مختلف دول العالم، حيث ناقشت المؤتمرات والجلسات الإستراتيجية وورش العمل أربعة محاور رئيسية، شملت مكافحة الجريمة والشرطة المجتمعية، واستخدام الذكاء الاصطناعي في العمل الشرطي، وتنمية قدرات الضباط المبتدئين، وأمن المرور وشرطة الطرق.

وشهد اليوم الختامي جلسات تناولت أبرز القضايا الأمنية الراهنة، منها حماية حقوق الطفل في العالم الرقمي، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في التحقيقات السيبرانية، إلى جانب دور الشرطة المرتكزة على الأدلة في تعزيز سلامة الطرق.

وأكد اللواء الدكتور عبد القدوس عبد الرزاق العبيدلي، مساعد القائد العام لشؤون التميز والريادة في شرطة دبي، خلال جلسة "حماية الطفل وصون حقوقه"، أهمية الشراكات متعددة التخصصات والتعاون الدولي والممارسات الأخلاقية للذكاء الاصطناعي في تعزيز أمن الأطفال، بحضور متحدثين من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المتخصصة.

وفي محور الذكاء الاصطناعي، استعرض اللواء خالد ناصر الرزوقي مدير الإدارة العامة للذكاء الاصطناعي بشرطة دبي، ملامح إستراتيجية دبي للريادة العالمية في الذكاء الاصطناعي بحلول 2031، مشدداً على أهمية استخدام التقنيات بشكل أخلاقي وفعّال، بما يعزز سلامة المجتمعات ويوجه الموارد بكفاءة.

كما ناقشت جلسة "الذكاء الاصطناعي لتعزيز التحقيقات في الجرائم السيبرانية الدولية"، بمشاركة العقيد عمرو الرحوان من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، أحدث أدوات الذكاء الاصطناعي في مكافحة الجرائم العابرة للحدود وتطوير الاستجابة الأمنية.

وسلطت جلسة "التجارب والنجاحات الدولية في الشرطة المرورية المبنية على الأدلة" الضوء على تجارب شرطية رائدة من جمهورية التشيك وكينيا ونيوزيلندا، وأكد المشاركون أهمية البنية الرقمية والتحليل البياني في تقليل الحوادث المرورية، واستعرض المتحدثون تجارب خفض الوفيات من خلال إستراتيجيات مستندة إلى البيانات والتعاون الدولي.

وشدد فيليب تيخيرا، من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI)، خلال جلسة "القيادة في إنفاذ القانون في عالم سريع التغير"، على ضرورة الاستثمار في الكوادر البشرية لمواكبة التحديات الأمنية المتصاعدة، مؤكداً أهمية الموازنة بين التكنولوجيا والحكمة البشرية في اتخاذ القرار.

وفي جلسة ملهمة بعنوان "إلهام الجيل القادم من النساء في مجال الشرطة"، استعرضت كاثي لانير، أول امرأة تتولى قيادة شرطة العاصمة الأمريكية، تجربتها المهنية، مؤكدة أن الجهد والمثابرة والتطوير الذاتي هي مفاتيح النجاح للمرأة في قطاع الأمن.

كما شهد اليوم الختامي انطلاق "منتدى أمن المتفجرات"، بحضور اللواء عبد الله علي الغيثي، مساعد القائد العام لشؤون العمليات في شرطة دبي، حيث ناقش المنتدى التهديدات الحديثة للمتفجرات والعبوات الناسفة، وسبل تعزيز التعاون الدولي لمواجهتها.

ونظم مجلس القضاء الشرطي في شرطة دبي جلسة حوارية إستراتيجية شارك فيها مختصون من مختلف الأجهزة الأمنية في الدولة، استعرضت تجارب دولية في المجالس التأديبية، وتضمنت جلسة عصف ذهني لبحث تطوير منظومة المجالس العسكرية.

وعلى هامش القمة، أطلقت شرطة دبي "مختبر الشرطة 5.0"، بمشاركة أكثر من 70 من الخبراء والمبتكرين العالميين، بهدف تطوير نماذج شرطية مستقبلية مرنة وذكية.

وأكدت الرائد الدكتورة روضة الشامسي، نائب رئيس مجلس علماء شرطة دبي، أن المختبر يمثل نقلة نوعية في دمج الابتكار بالعمليات الأمنية، فيما أشار النقيب المهندس محمد زينل، إلى أن المختبر يُعيد تعريف مفاهيم السلامة العامة بفضل التعاون والتطوير المؤسسي، مؤكداً على دور الشباب في دفع عجلة التحول الأمني.

كما نظمت جامعة نيويورك ضمن فعاليات القمة مؤتمرا متخصصا، ناقش تطور العلاقة بين الجريمة والتكنولوجيا والتنظيم الدولي، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمتخصصين في الأمن وإنفاذ القانون.