فرص الكوادر الإماراتية وأثر برنامج المحتوى الوطني محور فعاليات ثاني أيام "اصنع في الإمارات"

أبوظبي في 20 مايو / وام/ أجمع مسؤولون ومختصون في جلسات اليوم الثاني من منصة "اصنع في الإمارات"، على أن تطوير مهارات الكوادر الإماراتية أصبح التزاماً وثقافة متكاملة في مختلف القطاعات، لا سيما مع وجود برامج نوعية لتمكين الشباب الإماراتي مثل برنامج "نافس" وغيره من المبادرات النوعية التي توفر فرصاً جديدة للكوادر المواطنة بالتعاون مع القطاع الخاص.

 وأكد المتحدثون في جلسات "اصنع في الإمارات"، على النتائج النوعية التي حققها "برنامج المحتوى الوطني" في تعزيز آفاق نمو الصناعات المحلية وتسريع الصناعات المتقدمة، وتكريم رواد المحتوى الوطني وفي إطار تركيز فعاليات اليوم الثاني من "اصنع في الإمارات" على أثر برنامج المحتوى الوطني، شهدت منصته  تكريم رواد برنامج المحتوى الوطني من الأفراد والمؤسسات والشركات، بحضور كلٍ من سعادة غنّام بطي المزروعي، الأمين العام لمجلس تنافسية الكوادر الإماراتية، وسعادة عمر صوينع السويدي، وكيل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وسعادة سلامة العوضي، وكيل الوزارة المساعد لقطاع التنمية الصناعية بوزارة الصناعية والتكنولوجيا المتقدمة. 

وتم تكريم كلٍ من وزارة المالية ووزارة الاقتصاد وبرنامج "نافس" ومكتب أبوظبي للاستثمار في مجال الشراكات الاستراتيجية لبرنامج المحتوى الوطني، كما فازت "أدنوك" بجائزة أفضل ممارسات المحتوى الوطني، فيما فازت "رافد" بجائزة برنامج المحتوى الوطني المخصصة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة الوطنية، ومزيد من الشركات وشهدت منصة "اصنع في الإمارات" في يومها الثاني توقيع مجموعة مذكرات تفاهم بين وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وكلٍ من إعمار، وسلال للغذاء والتكنولوجيا، وكالدس، ومدن القابضة، للانضمام إلى "برنامج المحتوى الوطني".  وفي جلسة بعنوان "التوطين وعام المجتمع"، أكد سعادة غنام المزروعي الأمين العام لمجلس تنافسية الكوادر الإماراتية، أنه في ظل رعاية وتوجيهات القيادة الرشيدة، يتواصل تمكين الكوادر الإماراتية من خلال المبادرات مثل برنامج "نافس" وغيره، لافتاً إلى أن تمكين المواطنين في القطاع الخاص هدف رئيسي في برنامج "نافس" الذي ساهم في مضاعفة أعداد المواطنين العاملين في القطاع الخاص إلى أكثر من 137 ألف مواطن، بالإضافة إلى دعم نحو 3000 طالب وطالبة في تخصصات طبية، يحصلون على تعليم متميز وفرص عمل مضمونة بعد التخرج، فضلاً عن توفير نحو 50 ألف جلسة توجيهية للمواطنين في القطاع الخاص، ما ساهم في تعزيز قدراتهم وتمكينهم بشكل فعال.

 وقالت سعادة عائشة يوسف، وكيل وزارة تمكين المجتمع، إن التمكين هو الهدف الأسمى، أصبح نموذجاً متكاملاً ومساراً، يؤكد بأن الإنسان هو المحور الرئيسي في عملية التنمية.

 وأضافت: "تستند استراتيجيتنا على توفير الفرص التي تساعد الأفراد على النمو، مما يمكنهم من تطوير مهاراتهم، ومن هنا، فإن عام المجتمع هو لحظة وعي وتحفيز للجميع لإحداث تحول إيجابي لأنفسهم وللمجتمع وصناعة المستقبل". 

وناقشت فعاليات اليوم الثاني مستقبل الصناعات الفضائية، في جلسة بعنوان "التكنولوجيا العميقة والتصنيع الفضائي"، بمشاركة كلٍ من سعادة سالم بطي القبيسي، المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء، وعامر الصايغ الغافري، مساعد المدير العام للهندسة الفضائية بمركز محمد بن راشد للفضاء، وكريم صباغ، المدير العام لشركة "سبيس 42" (Space 42)، وعبد الحفيظ موردي، الرئيس التنفيذي لشركة تاليس الإمارات، والذين أكدوا على أهمية الشراكات في تعزيز البيئة الحيوية المتكاملة للصناعات الفضائية في الدولة. 

 وأكد القبيسي أن استراتيجية الفضاء 2030، وضعت الرؤية للتحول في قطاع صناعات الفضاء على المستوى الحكومي، وكذلك على مستوى الشراكات مع القطاع الخاص، بالإضافة إلى بناء القدرات المحلية والكفاءات الوطنية في قطاع صناعات الفضاء، وصولاً إلى تعزيز التعاون الدولي فيه. 

واعتبر عامر الصايغ الغافري، أن البرنامج الفضائي لدولة الإمارات انتقل إلى تمكين المواهب والكفاءات وإطلاق المشروعات ومن ثم عقد الشراكات مع القطاع الخاص، مؤكداً أن ترسيخ دعائم صناعات الفضاء محلياً وتعزيز قدراتها وإمكاناتها وتنافسيتها يستفيد من الدعم الشامل والمشاريع الطموحة التي تطلقها دولة الإمارات في قطاع الفضاء، خاصة مع انطلاق عدة شركات محلية في هذا القطاع الحيوي تباعاً في الدولة ومشهدها الصناعي. 

وقال كريم صباغ، إن جوهر الصناعات الفضائية هو الابتكار وتجميع مختلف التخصصات في حزمة واحدة، ودولة الإمارات هي بيئة داعمة لإطلاق وحدات تصنيع فضائية تخصصية، تم الإعلان عن العديد من مبادراتها من منصة "اصنع في الإمارات 2025"، مشيراً في هذا السياق إلى مثال منشأة تطوير المنصات عالية الارتفاع (HAPS) في أبوظبي، التي تعد الأولى من نوعها في المنطقة. 

واعتبر عبدالحفيظ موردي، أن دولة الإمارات في مصاف الدول المتقدمة في تمويل مشاريع التكنولوجيا العميقة المخصصة للفضاء، والتي تعزز الاكتفاء الذاتي، والسيادة الصناعية، والإنجاز العلمي، مشيراً إلى أهمية ترسيخ القدرات المحلية في مجالات الهندسة العميقة والحوسبة الكمية لخدمة قطاع الفضاء المتوسع باستمرار في دولة الإمارات.

 وانسجاماً مع شعار تسريع الصناعات المتقدمة لهذه الدورة من "اصنع في الإمارات"، شهدت فعاليات اليوم الثاني، جلسة تخصصية نوعية من تنظيم مكتب أبوظبي للاستثمار حول تسريع تبنّي تقنيات وحلول الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائي في قطاع التصنيع في دولة الإمارات، شارك فيها عمران مالك، مدير مجمع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة “SAVI”، ونيخيل غويل، الرئيس التجاري لشركة "آرتشر" للطيران.

 وأكد عمران مالك، أن مجمع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة "SAVI"، المبادرة الاستراتيجية التي أطلقها سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، نموذج عالمي المستوى لتكامل مختلف التخصصات والصناعات والقطاعات في تصميم مستقبل التنقل الذكي، وتحفيز الصناعات المتقدمة في هذا المجال ومجالات مشابهة ضمن القطاع الخاص.

وشدد نيخيل غويل على جاهزية البيئة الحيوية في دولة الإمارات لتبنّي أحدث تقنيات التنقل الذكي والتصنيع الجاهز للمستقبل، بما في ذلك حلول الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائي وحلول النقل الطائر بالكهرباء وغيرها من تقنيات التنقل الكهربائية، التي تصنع المستقبل في قلب أبوظبي ودولة الإمارات الآن.

 كما ناقشت جلسة  رئيسية التعاون في المشهد الصناعي على مستوى الدولة، شارك فيها كلٌ من سعادة شريف العوضي، المدير العام والرئيس التنفيذي للمنطقة الحرة بالفجيرة، ومحمد الخضر الأحمد، الرئيس التنفيذي لمناطق خليفة الاقتصادية أبوظبي – مجموعة كيزاد، ورامي جلاّد، الرئيس التنفيذي لهيئة مناطق رأس الخيمة الاقتصادية (راكز)، وسعود أبو الشوارب، النائب التنفيذي لرئيس مجموعة تيكوم - القطاع الصناعي.

 وأكد سعادة شريف العوضي، المدير العام والرئيس التنفيذي للمنطقة الحرة بالفجيرة، أن نموذج المناطق الحرة في دولة الإمارات نموذج ريادي على مستوى المنطقة، لافتاً إلى أن منطقة الفجيرة الحرة تواصل استقطاب شركات هندسية نوعية ومشاريع واعدة وتحقيق نتائج متميزة تدعم الاقتصاد المتنوع والمرن والنمو المستدام.

ولفت محمد الخضر الأحمد إلى أن لدى الدولة أكثر من 40 منطقة حرة اليوم تتكامل مع بعضها البعض وتعزز مكانة الدولة وتنافسيتها في مختلف القطاعات الحيوية وترسخ موقعها كوجهة عالمية مفضلة للاستثمارات، لا سيما الصناعية، لافتاً إلى أن اندماج مناطق اقتصادية في كلٍ من أبوظبي والعين والظفرة خلق زخماً إضافياً لقطاعات الأعمال والاستثمار.

وشدد رامي جلّاد على أن هذا هو الوقت الأنسب للتعاون والشراكات في مختلف المجالات بما فيها المجال الصناعي، لافتاً إلى وجود فرص تعاون واعدة لتعزيز النمو الصناعي للشركات والمستثمرين على حد سواء مشدداً على أهمية التطور النوعي الذي تشهده البنى التحتية والخدمات اللوجستية عالمية المستوى في الدولة؛ كقطارات الاتحاد، في ربط البيئة الحيوية المتكاملة للتجارة والصناعة والاستثمار في الدولة.

 ولفت سعود أبو الشوارب إلى أن الشراكة مع وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة عززت تقييم الإمكانات التي تسرّع الأتمتة الصناعية، مشيداً بدور الوزارة في زيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي للدولة وتعزيز جذب الاستثمارات الصناعية في مجالات حيوية؛ كالصناعات الهندسية والكيميائية والمعدنية والصيدلانية، إلى الدولة ومناطقها الحرة.

 كما ناقشت جلسة رئيسية تعزيز برنامج المحتوى الوطني لمرونة الصناعات المحلية، شارك فيها كلٌ مع سعادة عمر صوينع السويدي، وكيل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة،  ومحمد علي الكمالي، الرئيس التنفيذي للتجارة والصناعة في مكتب أبوظبي للاستثمار، وياسر سعيد المزروعي، الرئيس التنفيذي لدائرة الموارد البشرية والدعم المؤسسي والتجاري في "أدنوك، والمهندس سعيد الرميثي، الرئيس التنفيذي لشركة حديد الإمارات أركان.

 وأكد السويدي   أن عدد شركاء برنامج المحتوى الوطني ارتفع اليوم في منصة "اصنع في الإمارات" إلى 35 شريكاً استراتيجياً، فيما نجح البرنامج في خلق 22 ألف وظيفة للمواهب والكوادر الوطنية في الدولة، لافتاً إلى أن المحتوى الوطني يحظى اليوم بفرص تمويلية تصل حتى 40 مليار درهم توفرها مؤسسات ومصارف محلية. 

 واعتبر محمد علي الكمالي أن مكتب أبوظبي للاستثمار يعزز فرص تعريف المشهد الاستثماري العالمي بالشركات المحلية ذات الأداء المتميز في برامج ريادية كبرنامج المحتوى الوطني، وذلك بالتعاون مع كل مكونات سلسلة القيمة، والجهات الممكّنة، وفي مقدمتها وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وشركات القطاع الخاص.

وأوضح ياسر المزروعي أن عام 2017 كان البداية في "أدنوك" لتصميم آلية داعمة للاستفادة من المحتوى المحلي في توفير الموارد التي تحتاجها، وهو ما انعكس على موقعها المتميز والريادي اليوم في تحقيق مستهدفات برنامج المحتوى الوطني وأهدافه الاستراتيجية، لافتاً إلى فرص في "أدنوك" لأكثر من 2000 من الشركات الصغيرة والمتوسطة في الدولة لتقديم منتجاتها وخدماتها. 

وشدد المهندس سعيد الرميثي، على أن جوائز برنامج المحتوى الوطني تشكل حافزاً للكفاءات الوطنية والشركات المحلية لاستكشاف الفرص الواعدة التي يوفرها البرنامج، وتشجع الموردين المحليين على الارتقاء بكفاءة عملياتهم، بما ينعكس إيجاباً على تعزيز المزايا التنافسية للصناعات الوطنية. 

 كما شهدت منصة "اصنع في الإمارات" عقد جلسة حوارية تحت عنوان "سد فجوة رأس المال وتحفيز نجاح الشركات الصغيرة والمتوسطة في دولة الإمارات"، وذلك بتنظيم من صندوق الإمارات للنمو، وشهدت الجلسة التي أدارتها سعادة نجلاء المدفع، نائب رئيس مركز "شراع" ونائب الرئيس والعضو المنتدب لدى صندوق الإمارات للنمو، مشاركة كلٍ من سعادة أحمد النقبي، الرئيس التنفيذي لمصرف الإمارات للتنمية، والدكتور علي السويدي، مؤسس مركز ترميم للعظام والعمود الفقري، وستيفن ويلتون، عضو مجلس إدارة صندوق الإمارات للنمو.

 وقال النقبي: "يركز مصرف الإمارات للتنمية على دعم رواد الأعمال والمبتكرين، ويولي اهتماماً كبيراً بالأثر الاقتصادي للمشاريع، حيث يعمل بالشراكة مع عدد من المؤسسات والبنوك التجارية في الدولة على توفير حلول تمويلية متكاملة، من خلال برامج ضمانات ائتمانية تهدف إلى جذب رؤوس الأموال الخاصة، وتعزيز فرص التمويل للشركات الناشئة والصغيرة. ولتسهيل حصول هذه الشركات على خدمات مالية مخصصة، أطلق المصرف منصة EDM 360، التي تقدم حلولاً مصممة خصيصاً لتسريع نمو رواد الأعمال وتيسير عملياتهم اليومية".

 وأوضح الدكتور علي السويدي أن تأسيس منشأة متكاملة تقدم خدمات علاجية شاملة وعالية الجودة يحتاج إلى توفير دعم مالي قوي لضمان الجودة وتحقيق أعلى المعايير الطبية، وبعد تقديم دراسة الجدوى إلى مصرف الإمارات للتنمية، لمس المصرف الإمكانيات الواعدة للمشروع، ووافق على دعمه عبر تمويل رأس المال المطلوب.

 أما ستيفن ويلتون، عضو مجلس إدارة صندوق الإمارات للنمو، فقال: "يُعد تحقيق التوازن في الهيكل المالي للمشاريع أمراً بالغ الأهمية، لا سيما فيما يتعلق بتوفير رأس المال التشغيلي من جهة، وبناء قدرات طويلة الأجل من جهة أخرى. والجمع بين التمويل القائم على الإقراض ورأس المال الاستثماري يتطلب تخطيطاً دقيقاً يتناسب مع طبيعة كل مشروع، ونحن على ثقة بأن البيئة الاقتصادية الحيوية في دولة الإمارات ستتيح المجال أمام ظهور مزيد من الشركات الصغيرة والمتوسطة الطموحة، والتي ستسعى لإيجاد شركاء استراتيجيين لتوسيع نموها".

 كما استضافت منصة "اصنع في الإمارات" جلسة حوارية بعنوان "الشركات العائلية: ممكنات رئيسية للنمو والتوسع في القطاع الصناعي"، شارك فيها عبدالرحمن الشيباني، الرئيس التنفيذي لمجموعة القرق، والذي أوضح أن المنصة  تشكل فرصة مهمة للاستفادة من الحوافز والمزايا التي توفرها دولة الإمارات للصناعات الوطنية، بما يمكّنها من التوسع إقليمياً وعالمياً، بوجود بنية تحتية قوية، وسلاسل توريد مستقرة، ومناطق اقتصادية متقدمة، إلى جانب مجموعة من الممكنات التي تدعم نمو وتطور المنظومة الصناعية بشكل مستدام.