دبي في 28 مايو / وام / اختتمت منصة نادي دبي للصحافة اليوم (الأربعاء)، جلسات "ماستر كلاس" التي تخللت فعاليات "قمة الإعلام العربي 2025"، ومع اليوم الختامي للقمة، حيث جمعت خمس جلسات رواد المنصات الرقمية العالمية والمبدعين، وركزت موضوعاتها على تمكين صُنّاع المحتوى من أدوات عملية وتطبيقية تعزز حضورهم وتأثيرهم في فضاء الإعلام الجديد، كما تنوعت الجلسات الخمس بين قضايا الإبداع الفردي، وأدوات الذكاء الاصطناعي، وتقنيات الواقع المعزز، والسرد القصصي القصير، كما عرضت بعض التجارب الواعدة للإخراج السينمائي، ضمن محاور متكاملة جمعت المهارة بالرؤية والهوية بالتكنولوجيا.
إبداع يتجاوز الحدود – "تيك توك".
افتتحت الجلسات دنيا أبي ناصيف، مدير فريق المبدعين في "تيك توك"، بجلسة حملت عنوان "إبداع يتجاوز الحدود: رحلة الشباب نحو التأثير"، تناولت فيها كيفية استخدام المنصات الرقمية كوسيلة تمكين ثقافي واجتماعي، كما سلطت الضوء على تجارب عربية شابة تجاوزت الترفيه لنشر القيم، والتوعية، والتفاعل الحقيقي مع قضايا المجتمع.
وقال باسل عنبتاوي، رئيس عمليات المحتوى لدى تيك توك في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "الإبداع ليس حكرًا على فئة أو مكان، وإنما هو انعكاس صادق للتجارب والمواهب الإنسانية، و في تيك توك، نرى يوميًا أمثلة على شباب عرب حوّلوا هواتفهم المحمولة إلى منابر للتعبير والتأثير الإيجابي، وهو ما لمسناه اليوم من خلال مشاركتنا في قمة الإعلام العربي، ونعمل في إطار رؤيتنا على دعم المبدعين، وتمكينهم من الأدوات التي تساعدهم على الوصول إلى جمهورهم بمحتوى هادف يخدم المجتمع، وأن تكون منصتنا حاضنة لأفكار ومشاريع تدعم الإبداع بمختلف صوره."
"ميتا: آخر المستجدات وأفضل الممارسات".
أدار محمد عمر، مدير الشراكات الاستراتيجية في "ميتا"، ورشة عمل بعنوان "ميتا: آخر المستجدات وأفضل الممارسات"، بمشاركة عبد الرحمن السبكي، مدير حلول الشراكات والشركات العالمية في "ميتا".
وقدّم محمد عمر خلال هذه الورشة مجموعة من النصائح القيّمة لمساعدة صنّاع المحتوى على إيصال الأفكار بفعالية للفئات المستهدفة خلال دقيقة واحدة فقط، من دون التأثير على المعنى، التفاصيل أو الأثر العام لكلّ فكرة. وقد استعرض في هذه الجلسة كذلك أمثلة نموذجية عن حملات سابقة حقّقت نجاحاً ملحوظاً باستخدام عناصر الجذب البصري والسرد التفاعلي.
وقال محمد عمر: "كلّ ثانية قد تصنع فرقاً ملحوظاً في عصرنا الرقمي اليوم، حيث بات الجمهور المستهدف دائماً في عجلة من أمره لتلقّي المحتوى بأقصر وقت ممكن. وهنا تزداد الحاجة لإيصال الرسائل المنشودة بصدقٍ وخلال فترة قصيرة مقارنةً بممارسات نشر المحتوى المعتمدة سابقاً. ولهذه الغاية، بات من الضروري على صنّاع المحتوى اكتساب العديد من المهارات الجديدة وتنمية قدراتهم الرقمية وتطويع الأدوات الحديثة، للتمكّن من سرد القصص بأساليب بصرية ذكية تضمن أفضل أثر ممكن، في ظلّ الحفاظ على جوهر الأفكار الرئيسية وإيصالها كاملةً للجمهور المستهدف بأساليب سهلة وسريعة."
من خلف العدسة إلى صدارة المشهد – "سناب شات".
في جلسة تم تخصيصها لبحث سبل تمكين شركاء المحتوى من توسيع نطاق حضورهم وتعزيز فرص تحقيق الإيرادات، استعرض مجد أبي علي، مسؤول شراكات الإعلام والرياضة لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة سناب، الدور المحوري لملفات التعريف العامة في دعم نمو المجتمعات الرقمية وتفعيل التفاعل البناء على المنصة.
وأكد أبي علي أن ملفات التعريف العامة تمثل عاملاً استراتيجياً لشركاء المحتوى، إذ تسهم في إطلاق العنان للإبداع، وتوسيع نطاق الوصول، وتوفير مسارات فعالة لتحقيق العائدات. وفي زمن يشهد تحولات متسارعة في صناعة المحتوى، تحرص سناب على تعزيز مكانة شركائها كرواد في رواية القصص، باستخدام الكاميرا كوسيلة للتواصل الإنساني المباشر. وأكد التزام منصة سناب بتمكين الشركاء من خلال تزويدهم بالأدوات والموارد التي تتيح لهم بناء قصص ذات مغزى، تُلامس وجدان الجمهور وتفتح آفاقًا جديدة للإيرادات المستدامة.
"مبادرة أخبار Google".
سلّط فريق مبادرة أخبار Google خلال القمة، على مجموعة من الأدوات الرقمية وتقنيات الذكاء الاصطناعي التي تساعد الصحافيين في عملهم اليومي من خلال توفير الوقت للتركيز على إنشاء التقارير الأصلية.
وتحدث الفريق عن Gemini كمساعد للتخطيط والتعلم بفضل ميزاته المتعددة وعن NotebookLM كمساعد شخصي للعثور على المعلومات وتلخيصها بشكل أسرع إلى جانب إنشاء المحتوى. وإضافة إلى هذه الأدوات، ذكر الفريق أداة بحث Pinpoint التي تساعد الصحفيين في استكشاف وتحليل مجموعات كبيرة من البيانات.
وقال مازن صباغ، مدير شراكات الأخبار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في Google: يُعزز تعاوننا مع نادي دبي للصحافة خلال قمة الإعلام العربي 2025 التزامنا الراسخ بتمكين صناعة الأخبار في المنطقة. نحن ملتزمون بتزويد الصحفيين والإعلاميين بأدوات رقمية متطورة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، لدفع عجلة الابتكار والتحول في منظومة الأخبار في المنطقة.
كواليس الفيلم الأول – "الورشة".
واستضافت منصة نادي دبي للصحافة خلال قمة الإعلام العربي، جلسة بعنوان كواليس الفيلم الأول، استعرضت خلالها المخرجة والصحفية المصرية الشابة منة غزالة تجربتها في إخراج الفيلم القصير "غسق"، ضمن ورشة تفاعلية بالتعاون مع منصة "الورشة". تناولت الجلسة كيف يمكن لموهبة فردية أن تُنتج عملًا سينمائيًا مؤثرًا في ظل الإمكانيات المحدودة، وكيف يمكن أن يكون الفيلم القصير مساحة للتعبير الصادق عن الذات والمجتمع.
وقالت غزالة: يمثل فيلم "غسق" محاولتي الأولى للتعبير عن التجارب الإنسانية بلغة سينمائية، بعيدًا عن التعقيد، حيث عبرتُ من خلاله عن رؤية شخصية، أردت أن يراها الناس من زاوية قريبة، تشبههم، وأشكر قمة الإعلام العربي على هذه الفرصة التي أتاحتها لي لمشاركة هذه التجربة مع الجمهور."
وفي السياق نفسه، أكدت بسمة نبيل، ممثلة ومؤسسة منصة "الورشة": "نسعى إلى خلق فضاء تعليمي، يُمكن المبدعين من أدواتهم، ويمنحهم الثقة لصناعة محتواهم السينمائي. ما قدمته في هذا العمل يبرهن أن القصة الصادقة لا تحتاج ميزانيات ضخمة، بل تحتاج إلى رؤية وموهبة حقيقية لصناعة محتوى ناجح."
محتوى تفاعلي.
وقالت محفوظة عبد الله، عضو اللجنة التنظيمية لقمة الإعلام العربي 2025: حرصنا من خلال سلسلة جلسات "ماستر كلاس"، التي قدمها نادي دبي للصحافة ضمن القمة هذا العام، على تقديم نموذج تطبيقي لتلاقي الخبرة العالمية مع الطاقات العربية الصاعدة. لقد صممنا البرنامج ليكون مساحة استكشاف عملية، ونقاش حقيقي حول صناعة محتوى إعلامي هادف في عصر تتسارع فيه الأدوات وتتغير فيه أنماط الجمهور."
وأضافت: "نؤمن في نادي دبي للصحافة بأن بناء مستقبل الإعلام لا يمكن أن يتحقق إلا بتمكين المبدعين الشباب، ومنحهم المعرفة والمهارات التي تجعلهم فاعلين في تشكيل هذا المستقبل. وقد جاءت جلسات ماستر كلاس لترجمة هذه الرؤية عمليًا، من خلال محتوى تدريبي عالي المستوى، قدمه شركاء عالميون، وتفاعل معه الجمهور بطريقة تعكس الحاجة للتطوير المستمر".
عكست جلسات "ماستر كلاس" في يومها الختامي التزام قمة الإعلام العربي بتقديم محتوى تدريبي تفاعلي يجمع بين الممارسة والخبرة والتقنية، ويوفر منصة حقيقية للتعلم المهني والتبادل المعرفي بين صنّاع الإعلام الجدد والروّاد. وقد شكلت الجلسات مجتمعةً مرآةً صادقة لتحولات البيئة الإعلامية، وحافزًا لمواصلة الابتكار في صناعة المحتوى العربي بجميع أشكاله.