دبي في 28 مايو/وام/ أختتمت اليوم في دبي أعمال الدورة الأولى من "منتدى الأفلام والألعاب الإلكترونية" الذي نظمه "مكتب دبي للأفلام والألعاب الإلكترونية" على مدار ثلاثة أيام، تحت مظلة "قمة الإعلام العربي "، بحضور لافت من القيادات الإعلامية والرموز الفكرية وأهم صناع المحتوى والمؤثرين.
وعقدت جلسات المنتدى بالتعاون مع مجموعة من أكبر المؤسسات العالمية المعنية بالإنتاج السينمائي والتلفزيوني، وقدمت رؤى ملهمة حول سبل الارتقاء بهذا الإنتاج على الصعيدين المحلي والعربي.
وأجمع المشاركون في جلسة حوارية بعنوان "مستقبل الدراما والإعلام.. من الترفيه إلى التأثير"، عقدت ضمن فعاليات "منتدى الأفلام والألعاب الالكترونية" في إطار اليوم الختامي لقمة الإعلام العربي 2025 التي عقدت في مركز دبي التجاري العالمي على أن مستقبل الدراما العربية مرهون باحترام المتلقي وتقديم محتوى درامي يُسهم في صناعة وعي عربي أصيل.
شارك في الجلسة الحوارية، التي حضرتها سعادة منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، رئيسة نادي دبي للصحافة، رئيسة اللجنة التنظيمية لقمة الإعلام العربي، كل من النجم أحمد السقا و الممثل وكاتب السيناريو جورج خباز والممثلة هدى حسين والذين تحدثوا حول تجربتهم على الشاشة الصغيرة والسينما، وكيف أثرت أعمالهم المختلفة سواء كدراما تليفزيونية أو أفلام سينمائية على الجمهور، وحاورهم الإعلامي نيشان ديرهاروتيونيان.
وطرحت الجلسة، التي حظيت بحضور جماهيري وإعلامي واسع، تساؤلات جوهرية حول العلاقة المتبادلة بين الدراما والمتلقي، وتأثير الدراما على الجمهور، ومدى مساهمتها في تشكيل الوعي المجتمعي.
وعبر الفنان أحمد السقا عن شكره العميق لإتاحة الفرصة له لحضور قمة الإعلام العربي 2025 معربا عن شعوره بالفخر بأن يكون جزءا من هذا الحدث الإعلامي العربي المميز.
وتحدث السقا عن فيلميه "إبراهيم الأبيض" و "تيمور وشفيقة"، موضحا أن كليهما طرحا قضايا إنسانية واجتماعية أثارت تفاعل الجمهور من العنف المجتمعي إلى العلاقات العاطفية والاختيارات المصيرية.
وأضاف أن الفن مسؤولية ورسالة وحين يكون صادقا يعيش داخل الناس ويؤثر في قراراتهم ومشاعرهم" موضحا أن التأثير والفتنة بينهما فاصل رفيع على الفنان الحفاظ عليه وأكد أن الدراما هي الحدوتة وأن الحياة عبارة عن أحداث تدور في إطار الصراع بين الخير والشر.
وأكد الفنان أحمد السقا أن الدراما اليوم باتت جزءاً لا يتجزأ من التأثير المجتمعي، مشيراً إلى أن التناول الدرامي للعمل قد يضخّم حدثاً بسيطاً أو يقلل من أهمية إنجاز حقيقي، وهو ما يضع الفنان أمام تحد مستمر للحفاظ على تميز أعماله الفنية. وأضاف ان الدراما ليست فقط مرآة المجتمع، بل هي أيضاً مسؤولية وما نقدمه على الشاشة يمكن أن يلهم أو يُضلل، ولذلك نحن مطالبون بالصدق والوعي في كل ما نختار تقديمه.
وقال : “ سأعتزل الفن عندما أقوم بأعمال فنية لا تؤثر في الجمهور.. أعتبر نفسي في رحلة أحاول من خلالها الوصول إلى تحقيق التأثير الإيجابي في الجمهور، فالفن وسيلة لمحاربة الشر وكشف أساليبه”.
وسلطت الفنانة هدى حسين الضوء على دورها في المسلسل الاجتماعي "زوجة واحدة لا تكفي" الذي تناول قضايا حساسة تمس حياة المجتمع الخليجي والعربي، مشيرة إلى أن المسلسل أثار الجدل عند عرضه، وقدم قضايا واقعية قائمة في العالم العربي يحاول البعض إنكار وجودها.
وأكدت في هذا الصدد أن معالجة أي قضية تحفّز الجمهور على البحث عن عواقبها السلبية ولا تكون دعوة للاقتداء بها فكاتبة مسلسل "زوجة واحدة لا تكفي" هبة مشاري حمادة عرضت في هذا العمل القضايا المجتمعية بأسلوب متوازن هدفه معالجتها.
وقالت هدى حسين : “أبحث دوما عن النصوص التي تمنح الإنسان صوتا حقيقيا وتمكنه من رواية حكايته كما هي بعيدا عن النمطية ” وتحدثت عن عملها الدرامي "كف ودفوف" الذي عالج قضية حساسة بشكل مميز.
في حين تحدث جورج خباز عن فيلم "أصحاب ولا أعز" مشيرا إلى أن العمل أثار نقاشات واسعة لطرحه أسئلة جريئة عن العلاقات بين الناس والخصوصية والتواصل بين الأصدقاء وقال إن الدراما أداة تطرح الأسئلة وتترك للناس حرية التأمل والإجابة.
وشدد خباز على أن الدراما الحقيقية لا تكتفي بالإجابات الجاهزة، والإعلام الجيد عليه أن يُحفّز هذا النوع من الطرح لا أن يروّج للسطحية.
وتطرق خباز إلى الحديث عن دوره في المسلسل الرمضاني "النار بالنار"، موضحا أن العمل برمته يحمل رسالة إنسانية جريئة في تناولها.
وأجمع المشاركون في الجلسة على أن مستقبل الدراما يكمن في الجرأة على طرح المواضيع الواقعية التي تمس الناس بصدق وبناء علاقة وجدانية مع الجمهور من خلال نصوص تكتب بروح إنسانية صادقة مؤكدين أهمية دعم المحتوى العربي الهادف وتشجيع الأعمال التي تعكس تنوع المجتمعات وتجاربها لما للدراما من دور محوري في التأثير على الفكر والوجدان ليس فقط بوصفها وسيلة ترفيه بل باعتبارها قوة ناعمة تصنع الوعي وتغير الواقع.
وخلال جلسات اليوم الختامي لمنتدى الأفلام والألعاب الإلكترونية، سلّطت الممثلة ليلى عبدالله الضوء على تجربتها الشخصية مع وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك خلال جلسة حوارية بعنوان "ما وراء الحقيقة في التواصل الاجتماعي"، عقدت ضمن فعاليات منتدى الأفلام والألعاب الإلكترونية في اليوم الختامي من قمة الإعلام العربي 2025.
وخلال الجلسة التي أدارها الإعلامي رودولف هلال من قناة "إل بي سي آي"، أكدت ليلى عبدالله أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياة الفنان المعاصر، مشيرة إلى أنها تمثل نافذة للتعبير عن الذات بعيداً عن الأدوار الفنية وإيصال رسائل إنسانية واجتماعية تعكس قناعاتها الشخصية.
وفي حديثها عن الشهرة أشارت إلى أن الشهرة السريعة قد تخلق وهماً زائفاً، لكنها لا تصنع فناناً حقيقياً، مشددة على أن النجاح الحقيقي يُبنى على العمل الجاد، والموهبة، والاجتهاد المستمر، وليس على أعداد المتابعين.
وأوضحت أن العفوية والصدق في الطرح يمثلان مفتاح التأثير والنجاح على المنصات الرقمية، مؤكدة أن الجمهور يبحث عن محتوى يُشبهه ويعبّر عنه.