أبوظبي في 5 نوفمبر/ وام/ أكدت جلسة بعنوان: "تحت المجهر .. القطاع الصحي في دولة الإمارات"، ضمن الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2025، أن القطاع الصحي في الدولة شهد قفزات نوعية وإنجازات كبيرة، وأن الإنجازات تتواصل في هذا القطاع ضمن منظومات متقدمة وموحدة على المستوى الوطني بهدف ترسيخ مكانة دولة الإمارات ضمن أفضل 15 نظاماً صحياً في جودة الرعاية الصحية في العالم بحلول 2031.
وشارك في الجلسة إلى جانب معالي أحمد بن علي الصايغ، وزير الصحة ووقاية المجتمع، معالي منصور إبراهيم المنصوري رئيس دائرة الصحة - أبوظبي، وسعادة يوسف السركال مدير عام مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، وسعادة د. عامر شريف المدير التنفيذي لدبي الصحية، وأدار الجلسة سعادة محمد بن طليعة رئيس الخدمات الحكومية لحكومة دولة الإمارات.
وبحثت الجلسة سبل تطوير العمل الحكومي وتعزيز جاهزية القطاعات الحيوية لمواكبة التوجهات المستقبلية.
وركزت الجلسة على واقع المنظومة الصحية في الدولة، وأولويات المرحلة المقبلة، ومواصلة بناء نظام صحي متكامل يقوم على الكفاءة والاستدامة وجودة الخدمات، بما ينسجم مع توجهات رؤية "نحن الإمارات 2031"، لترسيخ مكانة الإمارات كنموذج عالمي في الرعاية الصحية المتكاملة، وتحقيق الهدف الوطني بأن تكون الدولة ضمن أفضل 15 نظاماً صحياً في جودة الرعاية الصحية في العالم بحلول عام 2031، وفق نهج يقوم على الوقاية، والاستدامة، والتنافسية، وجودة الحياة.
وناقشت الجلسة أيضاً أبرز التحديات في القطاع الصحي، والحلول المبتكرة لمواجهتها، إلى جانب خطط توسيع نطاق ربط منصات البيانات الصحية، بما يتيح لمقدمي الخدمات الصحية في الدولة الاطلاع على الملفات الصحية للمراجعين وتبادل المعلومات الطبية بصورة آمنة ومنسقة.
وتناولت المناقشات أبرز محاور الجاهزية المستقبلية للقطاع الصحي من حيث البنية التحتية والموارد البشرية، وتوطين الكفاءات الصحية، وتبني التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في تطوير الخدمات والإدارة الصحية، إضافة إلى دور الرقمنة في تحسين التخطيط الاستراتيجي والاستجابة السريعة للأوبئة والطوارئ الصحية.
واستعرض المشاركون في الجلسة الواقع الصحي لمجتمع دولة الإمارات، وناقشوا الخطط والرؤى المستقبلية للقطاع الصحي، إضافة إلى أبرز التحديات الراهنة والمستقبلية والحلول المبتكرة لمواصلة تعزيز استدامة القطاع الصحي في الدولة.
وتناولوا دور الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في تطوير أساليب التشخيص والعلاج والوقاية، وكيف يمكن تبنّي أحدث العلاجات والتقنيات الطبية في المنظومة الصحية الحالية.
واستعرض معالي أحمد بن علي الصايغ، وزير الصحة ووقاية المجتمع خلال الجلسة محاور عدة تتعلق بتقييم المؤشرات الصحية الراهنة للدولة ومكانتها على المستوى الإقليمي والعالمي، إلى جانب الخطط الرامية إلى تعزيز الأداء الصحي من خلال تحديث السياسات، ورفع كفاءة الكوادر الوطنية، وتوسيع نطاق الشراكة بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص.
كما بحث معاليه مع قيادات القطاع الصحي الحكومي الاتحادي والمحلي آليات التكامل بين المنظومات الرقمية الصحية في مختلف الإمارات لتحقيق تبادل البيانات الصحية وضمان استمرارية الرعاية، بما يسهل رحلة المريض ويعزز كفاءة النظام الصحي الوطني.
وأكد معالي أحمد بن علي الصايغ، وزير الصحة ووقاية المجتمع، أن الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات تمثل منصة وطنية رائدة لترجمة رؤى القيادة الحكيمة نحو مستقبل حكومي أكثر تكاملاً وابتكاراً، وتسريع وتيرة العمل لتحقيق مستهدفات التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن تعزيز كفاءة المنظومة الصحية يأتي في صميم هذه الرؤى الاستشرافية التي تضع الإنسان محوراً للتنمية وجودة الحياة.
وأكد معاليه أن انعقاد "جلسة المنظومة الصحية" ضمن الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات يعكس رؤية الدولة في جعل صحة الإنسان في صدارة أولوياتها الوطنية، من خلال توحيد الجهود الاتحادية والمحلية لبناء نظام صحي مرن ومتكامل يدعم التنمية ويعزز ازدهار المجتمع.
وأضاف معاليه أن طموح دولة الإمارات الذي تبذل وزارة الصحة ووقاية المجتمع من أجله كل الجهود هو أن تكون المنظومة الصحية الوطنية الأفضل في العالم، لافتاً إلى أنه هدف تتقدم نحوه الدولة بخطوات واثقة بفضل دعم القيادة الرشيدة وخطط استشراف المستقبل والاستثمار في الإنسان والتقنيات الحديثة.
وقال معاليه: "لقد حققت دولة الإمارات إنجازات نوعية حتى أصبحت ضمن أفضل دول العالم في مؤشر التغطية الصحية الشاملة، كما تبوأت المرتبة الأولى عربياً في مؤشر الازدهار الصحي لعام 2023، وحلت ضمن أفضل عشر دول عالمياً في انخفاض وفيات الأمهات والمواليد، بفضل السياسات الوقائية والرقابة الفعالة على جودة الخدمات الصحية، كما تحظى الدولة بمكانة مرموقة متصدرة إقليمياً في معدل الإنفاق الصحي السنوي للفرد، ما يعكس التزام الحكومة بتوفير خدمات صحية متكاملة تعزز جودة الحياة".
وأوضح أن الإمارات تمتلك منظومة صحية شاملة ومرنة قادرة على التكيف مع التحديات الصحية الراهنة والمستقبلية، مدعومة ببنية تحتية متطورة تضم أحدث المنشآت والمراكز التخصصية، وأنظمة رقمية موحدة تعزز كفاءة تقديم الخدمة، مشيراً إلى أن الرقمنة والذكاء الاصطناعي أصبحا ركيزتين محوريتين في تطوير السياسات الصحية وتسهيل رحلة المتعامل عبر منصات متكاملة تربط المنشآت الصحية الحكومية والخاصة، بما يتيح تبادل البيانات الصحية بشكل آمن وسريع، ويضمن استمرارية الرعاية وجودة المتابعة.
وقال معاليه: "إن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا رؤية قيادتنا الحكيمة التي جعلت الإنسان محور التنمية، ووفرت بيئة تشريعية وتنظيمية داعمة، واستثمرت في الرقمنة والابتكار لتحسين جودة الحياة الصحية، وسنواصل العمل بروح الفريق الواحد مع شركائنا في القطاعين الحكومي والخاص، لترسيخ مكانة الإمارات كنموذج عالمي في الرعاية الصحية المتكاملة، وتحقيق الهدف الوطني بأن تكون الدولة ضمن أفضل 15 نظاماً صحياً في جودة الرعاية الصحية في العالم بحلول عام 2031، وفق نهج يقوم على الوقاية، والاستدامة، والتنافسية، وجودة الحياة".
بدوره، أكد سعادة الدكتور يوسف محمد السركال، مدير عام مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات تجسد رؤية القيادة الرشيدة في بناء منظومة حكومية رائدة تستشرف المستقبل وتوحد الجهود الوطنية لتحقيق التميز والريادة في مختلف القطاعات، مشيراً إلى أن هذا النهج الملهم يعكس روح القيادة الإماراتية التي تربط بين الفكر والعمل، والرؤية والتنفيذ، وتواصل تطوير الأداء الحكومي بما يرسخ مكانة الدولة عالمياً في جودة الحياة.
وقال، إن القطاع الصحي يمثل محوراً رئيسياً في هذه المنظومة المتكاملة، حيث تواصل مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية ترجمة رؤية القيادة عبر تطوير نموذج رعاية صحية متكامل يرتكز على الكفاءة والابتكار وسرعة الاستجابة واستدامة الخدمات، بما يضمن تعزيز صحة المجتمع ورفاهيته.
وأشار إلى أن مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية تواصل أداء دورها في الارتقاء بالخدمات الصحية ودعم الكفاءات الوطنية بشتى السبل، بما يسهم في ترسيخ مكانة الدولة وتعزيز تنافسيتها على صعيد كفاءة الأداء وجودة الحياة.
وأضاف أن المؤسسة صممت منظومة خدمات متكاملة تمتد من الوقاية إلى التأهيل، لضمان استمرارية الرعاية وعدالتها في مختلف مناطق الدولة، مؤكداً أن الطبيب الإماراتي يمثل ركيزة هذا التطوير، بوصفه قائداً صحياً ومبتكراً يسهم في صياغة مستقبل القطاع الصحي الوطني وتعزيز مكانة الدولة في المحافل العلمية العالمية.
وأشار معالي منصور إبراهيم المنصوري، رئيس دائرة الصحة – أبوظبي، إلى أهمية دور الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات في توجيه بوصلة الجهود المشتركة وتوحيدها وتنسيقها من أجل المضي في ظل رؤى وتوجيهات القيادة الرشيدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، موضحاً الدور الحاسم للتطوير المتواصل والذكي لمنظومة صحية متميزة تخدم أفراد المجتمع وتُلبي احتياجاتهم في الارتقاء بجودة حياتهم.
وأكد معاليه أن دولة الإمارات تواصل العمل لترسيخ منظومة رعاية صحية هي الأفضل عالمياً وتضع صحة الإنسان في صميم استراتيجيتها وتستشرف المستقبل لتوظف الابتكارات والفرص الواعدة التي ترتقي بكفاءة وتوافر خدمات الرعاية الصحية لكافة أفراد المجتمع وفق أعلى معايير الجودة والتميز، وبالتالي المساهمة بجهود التنمية المستدامة وازدهار المجتمع.
وأضاف معاليه: "نواصل العمل من أجل الانتقال نحو منظومة رعاية استباقية قائمة على الوقاية والكشف المبكر وتبني أسلوب حياة صحي لينعم أفراد المجتمع بحياة صحية مديدة، بينما نستمر في إرساء دعائم متينة لمنظومة رعاية صحية تتميز بجودة وكفاءة وتوافر خدماتها، إلى جانب تسخير الابتكار والبحث من أجل خدمة المجتمع وصناعة مستقبل الصحة واستشراف ما يحمله من تحديات وفرص واعدة".
وفي إطار الوقاية والاستباقية، أشار المنصوري إلى إطلاق وحدة الحياة الصحية التي تهدف إلى تغيير العادات الغذائية وطريقة التغذية، وتطوير بنية تحتية متكاملة للرياضة والنشاط البدني تغطي المدارس والمجتمعات ومقار العمل، وكذلك تطوير برامج فحص شامل لتتناسب مع الأمراض الأكثر شيوعاً بين المواطنين من مختلف الفئات العمرية، إضافة إلى مواصلة تعزيز برنامج الفحص الدوري الشامل "افحص" ليكون أكثر تخصصاً واتساقاً مع الاحتياجات المجتمعية والفردية.
وأوضح معاليه أن دائرة الصحة – أبوظبي اتخذت خطوات ملموسة لتقديم رعاية صحية هي الأفضل عبر الاستفادة من البيانات التي توفرها منصة "ملفي"، ومواصلة الاستثمار في علوم الجينوم وتطبيقاته والطب الدقيق والعلاج بالخلايا الجذعية وتطوير جملة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وأضاف المنصوري: "استطاعت أبوظبي أن تعزز إمكاناتها في الرعاية الصحية من خلال مراكز تميّز تغطي أكثر التخصصات الطبية تعقيداً، من جراحة القلب وزراعة نخاع العظم إلى علاج الحروق والجلطات وزراعة الأعضاء المتعددة وغيرها، كما تواصل الإمارة الارتقاء بخدمات المساعدة على الإنجاب وابتكاراتها وتوفيرها لأفراد المجتمع. وحرصت الدائرة من خلال برنامج الأطباء الزائرين على استقطاب نُخب من الخبرات والكفاءات العالمية المرموقة في الرعاية الصحية والعاملين في أبرز المؤسسات الصحية العالمية إلى أبوظبي لتوفير أفضل الخبرات العالمية لأفراد المجتمع في الإمارة."
وأوضح المنصوري أن المرحلة المقبلة من التميز ستكون عبر تعزيز الذكاء الاصطناعي والقدرة على التحليل الاستباقي الذي يرتقي بالوقاية، مشيراً إلى أن تحقيق ذلك يقوم على دمج الذكاء الاصطناعي في كل مستوى من مستويات الرعاية الصحية، بحيث توجه البيانات القرارات والسياسات والإجراءات العلاجية.
وبدوره، أكد سعادة الدكتور عامر شريف، المدير التنفيذي "دبي الصحية" ومدير جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، أن القطاع الصحي في دولة الإمارات يُجسّد نموذجاً عالمياً للرعاية المتكاملة التي تضع الإنسان في صميم أولوياتها، بفضل توجيهات القيادة الرشيدة ورؤيتها الحكيمة التي أحدثت نقلة نوعية شاملة في منظومة الرعاية الصحية، ورسّخت مكانة الدولة كوجهة عالمية رائدة في جودة الحياة.
وأشار إلى أن مستوى الخدمات الصحية في المستشفيات والمراكز الطبية على مستوى الدولة شهد تطوراً ملموساً، إلى جانب تنامي الوعي المجتمعي بأهمية الصحة الوقائية، ما يعكس نجاح الجهود الوطنية في بناء منظومة صحية مستدامة قادرة على استشراف المستقبل.
وأوضح الدكتور عامر شريف، أن "دبي الصحية" تحرص على توظيف الذكاء الاصطناعي وتبنّي أحدث التقنيات ودمجها في مختلف مراحل تقديم الخدمات الصحية، بما يسهم في تحسين تجربة المرضى، والارتقاء بصحة الإنسان.
وأضاف: "لأن الإنسان هو الهدف والغاية، رسّخت "دبي الصحية" التزامها بأن يكون المريض أولاً، من خلال منظومة صحية أكاديمية متكاملة تجمع بين التعليم الطبي والبحث العلمي والرعاية والعطاء، لخدمة الإنسان وبناء مجتمع أكثر صحة».