"المسؤولية الاجتماعية والاستدامة" تكرم قادة الاستدامة في المنطقة العربية

دبي في 11 أكتوبر/ وام/ نظمت الشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات حفل توزيع الجوائز للدورة السابعة عشرة من “الجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية والاستدامة”، تحت رعاية وحضور سمو الشيخ المهندس سالم بن سلطان بن صقر القاسمي، رئيس دائرة الطيران المدني برأس الخيمة. 

الحفل الذي أقيم بمشاركة نخبة من الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة من مختلف القطاعات، جاء لتكريم المؤسسات الرائدة في مجال الاستدامة، ولتسليط الضوء على جهودها في تعزيز المسؤولية الاجتماعية في العالم العربي.

وفي كلمة افتتاحية ألقتها خلال الحفل، أكدت حبيبة المرعشي، المؤسسة والرئيسة التنفيذية للشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، أن الجائزة، التي أُطلقت لأول مرة في عام 2008، أصبحت منصة متقدمة لتكريم التميز في ممارسات الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية. 

وأشارت المرعشي إلى أن الجائزة لم تعد فقط وسيلة للاحتفاء بإنجازات المؤسسات، بل باتت أداة قوية للتحفيز على تبني ممارسات أكثر استدامة وإلهام المؤسسات لاتخاذ خطوات أكثر جرأة نحو مستقبل أخضر.

وأوضحت المرعشي أن الدورة السابعة عشرة من الجائزة شهدت مشاركة قياسية، حيث تلقت اللجنة المنظمة 122 طلباً للمشاركة، تم تصنيفها ضمن 16 فئة مختلفة، تغطي ما يزيد عن 35 قطاعاً وتمثل عمليات في 10 دول عربية. 

وأشارت إلى أن هذا التنوع يعكس مدى الاهتمام المتزايد بقضايا الاستدامة في المنطقة، حيث تسعى المؤسسات من مختلف القطاعات إلى تعزيز ممارساتها المستدامة، بما في ذلك قطاعات الطاقة، والتعليم، والرعاية الصحية، والضيافة، والبناء.

وفي هذا السياق، أبرزت المرعشي أن أحد التطورات الأكثر بروزاً هذا العام كان التركيز المتزايد على الحد من الانبعاثات الكربونية وتبني نماذج الاقتصاد الدائري معتبرة أن الشركات في المنطقة باتت تدرك أهمية تبني سياسات مناخية صارمة استجابةً للضغوط الحكومية الإقليمية، ما أسهم في دفعها نحو وضع استراتيجيات متكاملة للحد من البصمة الكربونية.

ومن أبرز ما تميزت به دورة هذا العام إدراج قطاع التعليم لأول مرة ضمن الفئات المكرمة، وذلك تقديراً للدور الحيوي الذي تلعبه المؤسسات التعليمية في تشكيل أجندة الاستدامة للمستقبل. كما تم تكريم 31 جهة مشاركة تقدمت بتقارير استدامة مع طلباتها، في خطوة تعزز الشفافية والمساءلة في العمليات التجارية.

وفيما يتعلق بالنتائج، فازت شركة “المياه المعدنية بأولماس” المغربية بجائزة فئة الأعمال التجارية الكبيرة، بينما حصلت شركة “كانباك الشرق الأوسط” على جائزة فئة الأعمال التجارية المتوسطة، وفازت شركة “آي أس أس للنقل” بجائزة فئة الأعمال التجارية الصغيرة. وفي فئة المؤسسات الحكومية، حصدت هيئة كهرباء ومياه دبي جائزة المؤسسات الحكومية الكبيرة، بينما فازت مؤسسة محمد بن راشد للإسكان بجائزة المؤسسات الحكومية المتوسطة، ودائرة التنمية السياحية بعجمان بجائزة المؤسسات الحكومية الصغيرة.

وفي فئات القطاعات الخاصة، فاز “بنك التسليف التعاوني والزراعي” بجائزة الخدمات المالية، ومصفاة “أرامكو السعودية في ينبع” عن قطاع الطاقة، وفندق “هوليداي إن - البرشاء” عن قطاع الضيافة. كما حصلت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية على جائزة الرعاية الصحية مناصفة مع “استر دي إم للرعاية الصحية”، فيما تم تكريم مؤسسة “مجتمع جميل” السعودية عن فئة المؤسسات الاجتماعية.

وفي كلمتها الختامية، شددت حبيبة المرعشي على أن الإنجازات التي حققها الفائزون هذا العام ليست مجرد استجابة لمتطلبات الوقت الحالي، بل هي معايير جديدة للتميز في الاستدامة. ودعت جميع المؤسسات إلى مواصلة العمل نحو تحقيق المزيد من الابتكار والتعاون لتقديم حلول مستدامة لمواجهة تحديات المستقبل.

واختتم الحفل بتقديم الشكر للرعاة والداعمين، من بينهم شركة “الخليج لصناعة البتروكيماويات” الراعي البلاتيني، وشركة “ماكدونالدز الإمارات” و”أراد للتطوير العقاري” كراعين فضيين، إضافة إلى مجموعة من الشركاء الإعلاميين والمؤسسات الداعمة التي أسهمت في إنجاح هذا الحدث.