أبوظبي في 13 مايو/ وام / انطلقت اليوم في مركز أبوظبي الوطني للمعارض “أدنيك” أعمال الدورة الخامسة والعشرين من المؤتمر العالمي لتعزيز الصحة والتثقيف الصحي 2025 بمشاركة أكثر من 2000 خبير ومتخصص في الصحة العامة وصناع سياسات وأكاديميين وممثلين عن منظمات دولية من أكثر من 100 دولة حول العالم ويستمر حتى 16 مايو.
ويُعقد المؤتمر للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط تحت شعار "البيئات الداعمة لصحة ورفاه الكوكب" في تأكيد على التزام إمارة أبوظبي بتعزيز الصحة العامة على المستويين المحلي والعالمي.
وينظم المؤتمر بالتعاون بين الاتحاد الدولي لتعزيز الصحة والتثقيف الصحي “IUHPE” ومركز أبوظبي للصحة العامة وبدعم من دائرة الصحة في أبوظبي.
ويناقش المؤتمر أبرز التحديات الصحية العالمية مثل التغير المناخي والأمراض المزمنة والفجوات في الوصول إلى الرعاية الصحية مع التركيز على دور البيئات التي يعيش ويعمل ويتعلم فيها الأفراد في تعزيز الصحة والرفاه.
وقال سعادة الدكتور راشد السويدي مدير عام مركز أبوظبي للصحة العامة في تصريح لوكالة أنباء الإمارات "وام" إن استضافة أبوظبي لهذا المؤتمر العالمي تمثل محطة مميزة تعزز مكانتها كمركز صحي عالمي لمعالجة العديد من القضايا الصحية الملحة ويعكس ذلك التزام الإمارة بتبني إستراتيجيات فعّالة وتعزيز التعاون الدولي وتطوير السياسات الصحية المستدامة إلى جانب تمكين المجتمع من اعتماد أنماط حياة صحية تسهم في الوقاية وتعزيز جودة الحياة.
وأكد التزام الإمارة بالصحة كحق إنساني ومسؤولية جماعية مشيراً إلى أن أبوظبي تقود تحولًا نوعيًا في نماذج الرعاية الصحية من خلال التركيز على الوقاية بدلاً من العلاج والاعتماد على التنبؤ الصحي بدلاً من الاستجابة التفاعلية في إطار منظومة متكاملة لتمكين المجتمع وتعزيز أنماط الحياة الصحية.
وأضاف أن مبادرات رائدة مثل "إطار الصحة السكانية" وإستراتيجيات التكيّف الصحي مع تغير المناخ تُجسد هذا الالتزام وتسهم في تشكيل مستقبل صحي أكثر مرونة واستدامة.
وشهد حفل الافتتاح حضور معالي منصور إبراهيم المنصوري رئيس دائرة الصحة في أبوظبي ومعالي الدكتور مغير الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع وسعادة الدكتورة نورة الغيثي وكيلة دائرة الصحة إلى جانب عدد من كبار المسؤولين والخبراء الدوليين.
وشمل الحفل كلمة مسجلة من الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ومداخلة من الدكتور رودريغر كريتش مدير قسم تعزيز الصحة في المنظمة إضافة إلى مشاركات من ممثلي الاتحاد الدولي وشركاء دوليين.
وقالت الدكتورة أمنيات الهاجري المديرة التنفيذية لقطاع صحة المجتمع في مركز أبوظبي للصحة العامة إن إطلاق النسخة الـ25 من المؤتمر الدولي لتعزيز الصحة والتثقيف الصحي في أبوظبي يعد محطة محورية في مسيرة العمل الصحي العالمي حيث يُعقد بمشاركة أكثر من 2000 خبير ومتخصص يجتمعون في العاصمة أبوظبي لمناقشة قضايا تمس صحة الإنسان وصحة الكوكب على حد سواء.
وأشارت إلى أن العديد من محاور المؤتمر تُعقد تحت إشراف منظمة الصحة العالمية وبالتعاون مع شركاء دوليين مثل الاتحاد الدولي للتوعية الصحية التثقيف الصحي ما يعكس البُعد العالمي للمؤتمر وأهمية القضايا المطروحة فيه.
وشدّدت على أهمية تمكين الأفراد والمجتمعات من اتخاذ قرارات صحية واعية من خلال تزويدهم بالمعرفة والأدوات اللازمة لاتباع أنماط حياة صحية ومستدامة.
وأعلنت عن إطلاق منصة "اكتب أبوظبي" التي وصفتها بأنها منصة شاملة تُعنى بجميع الأنشطة والمبادرات المتعلقة بأنماط الحياة الصحية في الإمارة حيث يتم التركيز
من خلال هذه المنصة على محاور رئيسية تشمل: النوم الصحي الذي كثيرًا ما يُغفل رغم أهميته القصوى للصحة الجسدية والنفسية والتغذية السليمة والنشاط البدني والرفاه النفسي والوجداني وهدفنا هو أن نعيش جميعًا حياة سعيدة ومتناغمة وصحية في بيئة مستدامة تحفظ صحة الإنسان والكوكب على حد سواء.
كما تستعرض دائرة الصحة ومركز أبوظبي للصحة العامة خلال فعاليات المؤتمر إستراتيجيتها المتكاملة في تعزيز الصحة العامة والتي تقوم على 3 ركائز هي "التنبؤ " الذي يعتمد النظام الصحي في أبوظبي على الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات وعلم الجينوم للتنبؤ بالمخاطر الصحية قبل حدوثها وتم في هذا الإطار تقديم رعاية وقائية مخصصة لأكثر من 207 أفراد ضمن برنامج الطب الدقيق إلى جانب رصد الأوبئة مبكرًا عبر مركز قيادة العمليات الطبية.
أما "الوقاية " فيتم خلالها توسيع نطاق الفحوصات الوقائية لضمان شمولية التغطية وسهولة الوصول حيث أجرى أكثر من 195 ألف مواطن فحص "إفحص"، وشارك أكثر من 322 ألف طالب في برنامج الفحص المدرسي السنوي.
أما "التدخل المبكر" فتشمل هذه الركيزة تعزيز الاستجابة السريعة للأوبئة والأمراض السارية من خلال حملات تطعيم موسعة شملت أكثر من 300 ألف شخص ضد الإنفلونزا و89 ألفًا ضد الحصبة إلى جانب تنفيذ برامج مكافحة نواقل الأمراض شملت نشر أكثر من 130,000 مصيدة بعوض وتفتيش 11,000 موقع.