أبوظبي في 4 يونيو / وام / نظمت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية محاضرة بعنوان "عام المجتمع والاستدامة" وذلك في إطار الاحتفاء بـ"عام المجتمع 2025" قدمها معالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وتناول فيها محطات بارزة من تاريخ التنمية المجتمعية في دولة الإمارات، وعلاقتها الوثيقة بمفاهيم الاستدامة والتحفيز الوطني.
شهد المحاضرة عدد من القيادات التنفيذية في الهيئة من بينهم سعادة موزة سهيل المهيري، نائب مدير عام الهيئة للشؤون التنظيمية والإدارية، وعدد من المدراء التنفيذيين، إلى جانب عدد من أعضاء المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة هم سعادة جاسم الهناوي النقبي، وسعادة الدكتورة رقية الزعابي، وسعادة الدكتور عبيد خصاو النقبي، وسعادة الدكتورة هند صالح الهاجري، وسعادة حميد عبيد الحمودي، بالإضافة إلى عدد كبير من موظفي الهيئة.
واستعرض معالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي ثلاث مراحل متكاملة في مسيرة التنمية والاستدامة بدولة الإمارات، مشيراً إلى أن هذه المراحل شكلت العمق الاستراتيجي لتكوين المجتمع الإماراتي، وبنت معالم نهضته، ورسخت حضوره في مؤشرات التنمية المستدامة.
وأوضح أن المرحلة الأولى تمثلت في مرحلة التأسيس والبناء الممتدة من سبعينيات القرن الماضي حتى مطلع الألفية وكانت الدولة آنذاك تنطلق من رؤية تأسيسية شاملة لبناء مجتمع متماسك قائم على قيم العلم والصحة والتنمية.
وأضاف :"انتقلت دولة الإمارات في المرحلة الثانية، التي امتدت من عام 2000 إلى 2020، إلى مرحلة التمكين والتطور،وشملت مشاريع كبرى مثل مترو دبي في عام 2009 ، وبرج خليفة 2010 وصولاً إلى مرحلة الاستدامة الحالية، المتمثلة في مشاريع رائدة مثل مسبار الأمل وبرامج خفض البصمة الكربونية فضلا عن إكسبو 2020 دبي ، وشهدت فيها المؤسسات المجتمعية توسعاً نوعياً في خدماتها، وأطلقت المبادرات المجتمعية المتقدمة التي ركزت على تمكين الفرد والأسرة، وتوسيع أفق المشاركة في التنمية.
وأشار معالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي إلى أن إطلاق مشروع الجينوم الإماراتي عام 2009، والاستعداد المبكر لتحديات المستقبل، مثل التعليم الذكي، مثل ملامح فارقة لهذه المرحلة، التي توجت بوصول الإمارات إلى قائمة أكبر النظم العالمية في الكفاءة الصحية والتعليمية والاجتماعية عام 2020.
وذكر أن المرحلة الثالثة، التي وصفها بمرحلة "الاستدامة المتكاملة" والممتدة من عام 2020 وحتى 2050، انطلقت برؤية استشرافية تعتمد على الابتكار والتكامل بين مكونات المجتمع ومؤسساته، وتستهدف تعميق مفاهيم الاستدامة الشاملة في كل قطاع.
وثمن معاليه الجهود الرائدة التي تبذلها الدولة في دعم مسيرة الاستدامة، وعلى رأسها محطة براكة للطاقة النووية السلمية، التي تُعد من أبرز المشروعات الوطنية لتحقيق أمن الطاقة وتنويع مصادرها، بما يواكب تطلعات الدولة نحو مستقبل مستدام قائم على مزيج متوازن من الموارد النظيفة.
وأكد النعيمي أن ثقافة التحفيز المجتمعي تمثل ركيزة أساسية في هذه المسيرة وقال: "نحن اليوم لا نبني مشروعات فقط، بل نبني فكراً ونهجاً وثقافة تقوم على أن كل فرد قادر على الإسهام في مسيرة العطاء".
وأضفى معالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي على المحاضرة بعداً أدبياً راقياً وقدّم عدداً من قصائده الوطنية التي عكست مشاعر الانتماء والولاء للوطن، وجسدت برؤى شعرية معاني الاستدامة والعطاء، لتُضفي على اللقاء طابعاً ثقافياً نابضاً بحب الإمارات واعتزازاً بمسيرتها التنموية.
وعلى هامش المحاضرة، أقامت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، بالتعاون مع الأرشيف والمكتبة الوطنية، معرضاً يُبرز الجهود العظيمة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في ترسيخ الروابط المجتمعية، وبناء مستقبل يقوم على التلاحم الوطني والاستدامة البشرية وعرضت الصور النادرة محطات مضيئة من حياته ومسيرته في العطاء والبناء.