الفنون الشعبية .. تراث أصيل يعكس هوية الوطن وتاريخه
الفنون الشعبية / تقرير.
من عبد الوهاب عبد الله - رأس الخيمة في 3 نوفمبر / وام / تمثل الفنون الشعبية الإماراتية جزءاً من التراث الشعبي في الإمارات .
ويعكس تنوع واختلاف الفنون الشعبية التنوع الثقافي والاجتماعي للفرد والجماعة كونها مرتبطة بعادات وتقاليد وقيم ومرتبطة بإختلاف المناسبات والأحداث الاجتماعية.
وتعنى الدولة برعاية وتطوير الفنون الشعبية والتراث غير المادي في الامارات وإبرازها على المستويين المحلي والعالمي وذلك من خلال رصد و تسجيل مختلف الفنون الشعبية في مجالات الأدب الشعبي والموسيقى والأغاني والمشاركة في المهرجانات وإقامة الندوات والمحاضرات في مجال الأدب والفنون والتراث الثقافي الشعبي .
وتمثل الفنون الشعبية بفروعها و أشكالها المختلفة المرآة التي تعكس ثقافة المجتمع و أسلوب حياة أفراده في كل مرحلة من مراحل تطوره .
وتسجل الفنون الشعبية وعلى مر الأيام أشكال السلوك و أنماط التفاعل الاجتماعية في مختلف المناسبات والأحداث التي تقع في محيط الحياة الاجتماعية .. لذا كانت الفنون الشعبية و ما يرتبط بها أو ما تسجله من عادات وتقاليد من الملامح المميزة للتراث الحضاري للمجتمع.
وتمثل الموسيقى الشعبية جزءا من التراث الشعبي لدولة الإمارات فالرقصات و الأشعار و الأهازيج و الأغاني الشجية لا تمارس بدون دوافع بل ترتكز على أصالة إبن الإمارات فكل وصلة أو شلة غنائية تمثل قصة ابن الإمارات و اعتزازه المستمر بنفسه و بيئته و توضح ارتباطه الوثيق بتاريخه و عروبته.. كما توضح صلته بالعالم الخارجي المحيط به عبر البحار و ارتحال ابن الإمارات إلى عدد من العواصم.
والفنان الشعبي شخص مبدع لكل ما نراه ونسمعه من موروثات شعبية لكنه يبقى مجهولا وغير معروف ولا يذكر حتى من قبل معاصريه ذلك لأن كل راو يحذف من النص أو يضيف إليه لتشويق جمهور مستمعيه أو بما تقتضيه ظروف المحيط البيئي والزمن وبذلك يشارك المجموع في تطوير الموروث الشعبي وأغانيه .
وتتنوع الفنون الشعبية في الدولة من فلكلور و موسيقى و شعر و رسم بتنوع و اختلاف مراحل التطور التي مر بها المجتمع كما تختلف باختلاف ظروف العيش و الحياة و العمل التي تحيط بالأفراد في بيئاتهم المختلفة والمناسبات التي تسجلها هذه الفنون .
وتنقسم الفنون الشعبية الإماراتية إلى أربعة أقسام منها البحرية و البدوية و السهلية و الجبلية و كلها فنون مختلفة عن الأخرى و منها ما قدم بدون إيقاعات و يصعب الفصل بينها بشكل دقيق.. وهي فنون تؤدى بشكل جماعي و في مناسبات عديدة مواكبة للعادات و التقاليد و المناسبات الوطنية و الخاصة كما أنها تتصل بالفنون العربية الأصيلة التي نشأت على أرض الخليج و الجزيرة العربية و نتجت عن الوجدان الجمعي التعبيري العربي - الإسلامي لأبناء هذه المنطقة منذ سنوات و تواصلت حتى أيامنا هذه.
ومع تنوع الفنون الشعبية في الإمارات تبعا لتنوع البيئات والسكان حيث نجد لكل بيئة ولكل مجموعة نوعا من الفنون والملامح الحياتية وأشكالا ومبتكرات وأدوات مستمدة من البيئة والفن الشعبي عموماً هو أكثر ألوان التراث الشعبي رسوخاً في الذاكرة وأكثرها ارتباطا بالمشاعر والوجدان لذا كان رديف توجهات الأفراد والجماعات وعلاقة هؤلاء الناس ببعضهم بعضا ومدى ارتباطهم واشتراكهم في ملامح حياتية واحدة أوجدتها الظروف المحيطة.
ويشمل فن الرزيف في الإمارات الذي ظهر الفن الشعبي في الإمارات منذ قديم الزمان ومن ألوان الفن أغاني الأعراس والمناسبات والاحتفالات وفنونها المصاحبة وهي أكثرها انتشارا بين الناس لما لها من دلالة اجتماعية وفنية وغنائية .
أما الأهازيج فهي أيضا لون آخر من الفنون المرتبطة بالهزج والترداد وهو ما نسميه بـ التغرودة .. وفي الإمارات تتنوع الفنون والأهازيج الشعبية حسب البيئة والنمط السكاني فلكل منطقة أو موضع جغرافي ملامح حياتية وإبداعات تراثية أصيلة ظهرت من بوتقة الحياة وإرهاصاتها والفنون الشعبية إحدى الإبداعات الجميلة التي خلفها الآباء والأجداد وأصبحت من روافد التراث الشعبي في الإمارات.
وتستمد الفنون والأهازيج الشعبية كلماتها من الذاكرة الشعبية مباشرة حيث يستلهم كل فن أصيل لشعب من الشعوب قيمته وجذوره التاريخية والفنية من الحياة الاجتماعية التي يحياها هذا الشعب.
ومن أشهر أنواع الرزيف في الإمارات العيالة حيث يحتل هذا الفن الشعبي مكان الصدارة بين كل فنون الخليج و سائر أرجاء الجزيرة العربية كلها و"العيالة" فن عربي أصيل بل عريق في أصالة و هي عبارة عن فن جماعي يتضمن رقصا و غناء جماعيا .
و تؤدي"العيالة" في كل المناسبات الاجتماعية و الوطنية كما يحرص المسئولون في الدولة على إبرازها و تقديمها في المحافل الدولية والمهرجانات باعتبارها الفن المحلي الأكثر تجسيدا لتراث و خصائص الدولة.. و"العيالة" هي رقصة الحرب العربية أو بتعبير صح رقصة الانتصار بعد الحرب لذلك فان هذه الرقصة تجسد قيم الشجاعة و الفروسية و البطولة و القوة العربية.
ويشترك في أداء " العيالة " الفرقة المحترفة و الهواة أيضا من المدعوين و الحضور و غالبا ما تكون فرقة العيالة مقصورة على العازفين على الطبول و الدفوف و الطويسات " الآلات النحاسية " و المنشدين و الراقصين الذين يشاركونهم في الأداء و الرقص وبعض الحضور الذين يحبون و يعشقون هذا الفن .
وتؤدى " العيالة " من خلال صفين متقابلين من الرجال و كل صف يقف أفراده متلاصقين بشدة و متشابكين و الأيدي من الخلف فكل رجل يشبك بيده حول ظهر زميله حتى يبدو الصف الواحد متلاحما كبينان مرصوص دلالة على التماسك و التآزر القبلي و يمسك كل منهم بعصاه من الخيزران و تتوسط الصفين الفرقة المحترفة التي تقوم بالضرب على الطبول المختلفة الأشكال و الدفوف و الطوس "الآلات نحاسية" فتقدم اللحن و الإيقاع الحماسي المناسب للنص المؤدي و يرأس هذه الفرقة رجل يحلق بطبلة اسطوانية الشكل ذات وجهين و تسمى "الراس" يدق عليها بقوة كي يخرج منها إيقاع عاليا حماسيا يناسب المقام و تعتمد علية "العيالة" اعتمادا رئيسا يسما "الابو".
ويبدأ الرجال بالغناء حين يعطي قائد الفرقة إشارة البدء ففي هذه اللحظة يأخذ حملة الطبول بالضرب بشدة على طبولهم و يبدأ الصفان بالحركة المستمرة فترة طويلة و في أثناء ذلك يتحرك حملة الطبول في اتجاه الصف المواجه بينما يتحرك حملة السيوف والبنادق والعصا في الاتجاه المعاكس حيث يبدأ أحد الصفين بإنشاد الشطر الأول " الصدر " من أبيات النشيد او القصيد و عندئذ تنحني مجموعة الصف الثاني عند سماعها لهذا الشرط الأول وتعتدل مجموعة المقابل"الثاني" و يتكرر غناء الشطر نفسه فتؤدي مجموعة الصف الأول نفس الانحناء و هكذا يؤدي كل شطر من أبيات القصيدة بين ما ينتقل رئيس الفرقة الى كل صف أثناء إلقائه لبيت القصيدة .
وبهذه الطريقة يتبادل الصفان إلقاء القصيد و يستمر الأداء و إلقاء القصيد و الانحناء و الرقص على إيقاع الطبول المنغم حتى ينتهي أداء نص القصيد و يعد رئيس الفرقة بمثابة المخرج لحركات و أداء الصفين.
وتتضمن " العيالة " فنونا حركية و غنائية متنوعة فعدا العزف و الرقص المصاحب للغناء الجماعي هناك إطلاق الاعير الناري و التلويح بالسيوف اللامعة والبنادق و كل ذلك في عرض بديع للقوة و الرجولة و الفروسية.
ومن أهم الإغراض في شعر "العيالة" أيضا الغزل حيث يتطرق شاعر العيالة إلى تجربته الذاتية و قصته مع الحبـيـبة و ذكر محاسنها و غالبا ما تكون مقدمة القصيدة غزلية كمحاكاة للشعـر العربي القديم منذ الشعر الجاهلي الذي ابتدع هذا الأسلوب ويشارك أحد الفرسان بسيف أو بندقية وسط الرزفة كما تشارك في الوسط الفتيات الصغيرات دون سن البلوغ بالتمايل يمينا ويسارا وقد نثرن شعورهن الجميلة وواحدتهن تسمى /نعاشة/ والجمع /نعاشات/.
أما الحربية هي رزفة أهل البادية في المناطق الصحراوية وتشبه العيالة كما أنها رقصة من نوع / العرضة / و/العيالة / و / الرزيف/ وهي بالإضافة إلى أنها تؤدي أداء جماعياً فلأنها تقوم على جملة لحنية واحدة موزونة ولا يصاحب الحربية أي إيقاع أو آلة موسيقية الماضي وفي حضرنا تتم إدخال عليها بعض اللات الموسيقية كالعود والاورج أما أهازيج أو أشعار الحربية فغالباً ما تتسم بالطابع الحماسي غير أن تقديم هذه الرقصة في الأعراس الشعبية أدخل عليها لا حقاً بعضاً من الحب وقصائد الغزل.
ويؤدي / الحربية / جمع من الرجال في صفين متقابلين يقترب كل صف من الآخر بحركة إيقاعية بين الحين والآخر أثناء أداء الرقصة وتقوم مجموعة تحمل البنادق والعصا بأداء حركات إيقاعية بين الصفين .
وفي حالة زيادة عدد المشاركين في الرقصة تنقسم الصفوف إلى ثلاثة أو أربعة حسب العدد و تشترك الفتيات النعاشات في أداء الحربية للقيام بذات الدور الذي يمثلنه في رقصة العيالة.
والعرضة هي فن عربي أصيل والعرضة "كالعيالة" وتحاكيها إلى حد كبير إلا أن آلاتها وإيقاعاتها تختلف آلات وإيقاعات "العيالة" وتؤدى العرضة في نفس المناسبات التي تؤدى فيها "العيالة" وهي مشابهة من حيث نظام الإنشاد ووقوف المنشدين في صفين ونظام دخول حملة السيوف إلا أن ألحانها تؤدى ثلاثية الإيقاع والمميزات وهناك آلات خاصة تصاحب الإنشاد في العرضة وتشمل "الكاسر" و "الرحماني" والدفوف "الطارات" والآلات النحاسية والكاسر يشبه الدف إلى حد بعيد إلا أنه مغطى برقعة من الجلد على جانبيه.
ويستخدم العازف عصا قصيرة ليدق بها على جانبه الأيمن كما أن دوره أثناء الإنشاد لا يخرج عن دور عازف الطبل – الرأس في عروض العيالة حيث يعفى نفسه من الالتزام بعزف إيقاع معيّن طوال الوقت ويمضى تنويع دقاته ليقوى بها أداء الآخرين كالمنشدين وحملة السيوف والطبول ويحثهم بدقاته على الاجتهاد في الاداء ليزدادوا حماساً ونشاطاً ويتنوع الإيقاع الذي يؤديه عازف الكاسر بين وقت وآخر .
أما "الرحماني" فهي طبول كبيرة الحجم أسطوانية الشكل يغطيها جلد البقر أو الثور من الجانبين ويتحكم العازف في شدها باستخدام حبال شد متينة على الجانبين في وقت واحد ويستخدم العازف يده اليمنى مباشرة للدق على جانبها الأيمن. "والطارات والطوس" هي نفس الآلات المستخدمة في"العيالة" وهي تصاحب الإنشاد في العرضه بإيقاع واحد لا يتغير.
ومن الفنون الإماراتية فن الوهابية أو الرمسه من الفنون الأصيلة الذي ارتبط بسكان مناطق العريبي والحديبه والغب وشمل والرمس في إمارة رأس الخيمة منذ القدم ومارس ابن المنطقة هذا النوع من الفنون الأصيلة في حياته اليومية التي شكلت لغة أخرى موثقة تدون علاقاته بالأرض والبيئة والحياة في هذا الجزء من وطننا الحبيب.
وفن الوهابية ينتشر بشكل ملحوظ في البيئة الريفية والقرى الساحلية وبالتحديد المناطق التي تنتشر فيها زراعة النخيل وهو عبارة عن غناء ورقص يشبه العياله وفيها استعراض لمعاني الشجاعة والرجولة حيث يصطف المشاركون في صفين متقابلين متوازيين ويصل عدد المشاركين في كل صف فيها أكثر من عشرين رجلا في بعض الأحيان وتفصل بين الصفين مساحة يتحرك فيها ضاربو آلات الإيقاع والطبول المبارزون بالسيوف ومستعرضو الأسلحة ويتبادل الصفان الغناء /بشله/ وهي بيتان من الشعر يرددونها على التوالي حتى نهايتها.
والطبول المستخدمة فيه كانت قديما تصنع من قطعة واحدة من جذع النخلة وحاليا من المعدن بحيث تفرغ يدويا من الداخل ثم يثبت على طرفيها جلود الأغنام وتشد بحبال من الصوف وتشترك أربع أو أكثر من هذه الطبول في العرض وحركة الراقصين في الوهابية وئيدة ووقورة تميل إلى البطأ وهذا الفن يحوي ثلاثة أنواع من الحركة حركة المشاركين في الصفين وحركة ضاربي آلات الإيقاع ثم حركة المبارزين في السيوف واستعراض الأسلحة وحركات المشاركين لها أصولها وتقاليدها المرعيه والمتوارثة جيلا بعد جيل فهم يتحركون في وحده وتجانس وتوافق مع حركة ضاربي الطبول الذين يحدون نوعية الحركة التي يجب على المشاركين في الصفين تأديها .
كما أن حركة الاستعراض بالسيوف مرتبطة بحركة ضاربي الطبول وحركة المشاركين في الصفين ونوع شلة الغناء أو قصيدة الشعر التي يرددها جميع المشاركين .
وأثناء أداء الفن يمسك المشاركون في الصفين المتقابلين كل منهم بمعصم جاره أو قد يضع يده اليسرى على ظهر جاره من الخلف في اليد اليمنى يمسك كل منهم بعصاه من الخيزران يحركها على فقرات الإيقاع تارة في الهواء إلى أحد الجانبين أو إلى أسفل أو يضعها فوق كتفه اليمنى أو يتكأ بها على الارض ويحركها يمنى ويسرى وكل هذه الأنواع الحركيه تحددها حركة ضاربي الطبول ووضعهم أثناء الحركة بين الصفين.
ويحرك المشارك في الصف رأسه حركة واضحة إلى اليمين واليسار أو من أعلى إلى أسفل بينما تبقى قدماه ثابتتين في مكانهما وعليه أن يثني الركبه ثنية خفيفه متناغمه مع حركة العصاه والرأس والإيقاع .
وأما حركة ضاربي الطبول فإن لها أيضا أصولها وقواعدها الثابتة فهو الذي يقود آلات الإيقاع بحيث يتحرك ضاربو الطبول بين الصفين في نظام يكاد يكون محددا ثابتا وقد ينحني صاحب الطبل / الرحماني /أمام أحد الصفين فينحني معه أصحاب بقية الآلات أو قد يقومون بضرب طبولهم وقوفا امام أحد الصفين فتره ثم يعودون لضربها أمام الصف الآخر أو قد ينحنون في وسط المسافة مابين الصفين ولذلك أصول وقواعد.
والحركة الثالثة في فن الوهابية هي حركة الاستعراض بين الصفين وتقوم بها مجموعه من حملة الأسلحة السيوف والبنادق والعصي.
فحملة الأسلحة يتبارزون بمهارة ولكل دور من القصيد المؤدى في الرقصة متبارزان أما بقية من يحملون السيوف فيقذفون بها عاليا في الهواء ويلتقطونها بمهارة عند هبوطها وكذلك يفصل بعض حملة البنادق لكن الحركة الغالبة للبندقية هي ان يديرها المستعرض بين يديه في حركة ترسم دائرة كاملة في الهواء والبندقية بين يديه ويكرر بعض حملة العصي نفس حركة البندقية بعصيهم ويدورون في الساحة بين الصفين في حركة وقورة على فقرات الإيقاع حول ضاربي الطبول و يبرز فن الآهله كأحد أبرز الفنون الخاصة بالإمارات ويؤدى بكثرة في مناطق أهل البحر وغالباً ما يكون مؤدو هذا الفن هم في الأصل من نفس المؤدين لفن "العيالة".
وفن "الأهل" هو من الفنون العريقة في المنطقة وتوجد علاقة وثيقة بين فني "الأهل" و"العيالة" فالأهل " يمارس ويؤدي خلال ممارسة فن "العيالة" أو عقب كل وصلة من وصلاته ولكن "الاهل" يتطلب من مؤديه رصيداً كبيراً محفوظاً من الشعر الشعبي بحيث يجلس بعض أعضاء فرقة "العيالة" وهم من هواة فن "الاهل" ويشاركهم بعض الحضور من عاشقي الفن القديم يجلسون في حلقة صغيرة ويبدأ كل واحد منهم بإلقاء قصيدته وعقب كل بيت يرد عليه زملاؤه بقولهم "اهله" بمد اللام فينطقها "أهلاه" ولهذا سمي فن "الأهل" أو "الأهله" بهذا الاسم.
ومن خصائص هذا الفن أن أداءه لا تصاحبه أي آلة موسيقية فهو ليس غناء ونظماً ملحناً وإنما مجرد إلقاء قصائد شعرية نبطية في صورة مطارحة شعرية وبهذا فإن فن الاهله يعد واحداً من أشكال أو أقسام الأدب الشعبي الخليجي.
وأهم الموضوعات التي يتناولها شاعر فن "الاهله" هو الغزل إذ يصور بأسلوبه الخاص المعاناة التي يلقاها ويكابدها المحب في سبيل حبه وقسوة الهجر ولوعة البعد والفراق وأحياناً يمزج شاعر "الاهل" بين الغزل والعاطفة الدينية في نص واحد كعهدنا بالشعر في صدر الإسلام والشعر الأموي.
ومن الفنون القديمة "الرواح" وتمارس على إيقاع نشيد يتضمن الغزل والمدح وتتكون الفرقة من الرئيس وعدد من الرجال الذين يقدر عددهم بخمسين رجلا أو أكثر ويقدم هذا الفن في جميع المناسبات الوطنية والاجتماعية.
أما رزيف الشحوح فيؤديه أبناء قبيلة الشحوح وتتكون الفرقة التي تؤدي هذا الفن من ستين إلى سبعين رجلا يكونون صفين متقابلين ويتوسطهم حاملو الطبول وعددهم يترواح بين خمسة وثمانية ويشارك عدد من لاعبي السيوف والبنادق ضمن الرقصة ويردد الجميع الأناشيد الحربية والحماسية والعاطفية.
والندبة من فنون الشحوح وهي نداء خاص بهم للعزوة والتفاخر تؤديه جماعة تسمى /الكبكوب/ وهي كلمات تردد عند قدوم الضيوف ترحيبا بهم وهي من عادات سكان الجبل ويكونون أثناء ذلك حلقة دائرية يتوسطهم /النداب/ وهو الشخص الذي يبدأ بنداء العزوة ويردد الآخرون عزوتهم خلفه بصوت يوحي بالرجولة والقوة.
اما التغرود فهي فن شعبي أصيل يحوي قصائد مغناة يترنم بها الفرد ويحاول المنشد فيها أن يرفع صوته ويطرب على تغريده العذب بنفسه ومعه مجموعة من المستمعين وينشد القوم أغاني /التغرودة / وهم على ظهور الهجن مرتحلين من مكان إلى آخر، أو مسافرين في رحلة تجارة بينما النوق تخب أو تهرول وهذه تسمى بتغرودة البوش حيث الصورة النفسية للغناء الجماعي ثابتة ولا تتغير بتغيير المكان وتتميز باستطالة حروف المد في موجة نغمية متميزة هي الصورة المسموعة لحركة سير الركاب وهناك أيضاً / التغرودة / التي تؤدي على ظهور الخيل وتسمى بتغرودة الخيل ووظيفتها الأساسية هي حث الخيل على الإسراع وتحميس راكبيها من الفرسان وتزخر / شلات / تغرودة الخيل بمعاني الشجاعة والإقدام والشهامة.
و"السيع " من أغاني وأهازيج السفر وتردد أثناء الأسفار ورحلات الغوص براً وبحرا وأحياناً في المجالس وأثناء السمر. وينشد المنشدون كلمات جميلة ملحنة ويرددون القصائد ولا تستخدم لأدائه أية أدوات أو إيقاعات.
وهناك الخطفة أو خطفة الشراع ويعتبر من أغاني وأهازيج وألحان البحارة وهو ضرب من الغناء يختص بسحب الحبال لرفع أشرعة السفينة و"الخطيفة " هي رفع الشراع وهي لذلك تقسم من حيث الضرب والغناء على حسب أسماء أنواع الأشرعة: شراع "العود" أي الكبير وشراع "القلمي" وشراع "الجيب" ويأتي في مقدمة السفينة ويبدأ النهام "الخطيفة" بالافتتاحية التالية يا الله بدينا وتكون بعدها أهزوجة الإيقاع الرتيب لعملية سحب الحبال /هي .. هو..
لو الهولو.. الهولو / ويستخدم في "الخطيفة" طبلان وزوج من الطوس كما يصاحبها التصفيق باليدين والضرب بالرجل على ظهر السفينة وهي تعد حافزاً مشجعاً للسرعة في رفع الشراع .
و"الليوة" من الفنون الإفريقية التي ذابت في المجتمع العربي في الخليج ويبدأ هذا الفن بأن يدخل المشاركون فيه حفاة على هيئة حلقة وفي وسطهم عازف المزمار وتتشابك أيدي الرجال في الحركة متقدمين خطوتين للأمام ثم خطوتين للخلف ويدورون عكس عقارب الساعة وتعتمد هذه الرقصة على استخدام طبل "المكوارة" الكبير وهو مصنوع من كتلة خشبية مفرغة ومغطاة بالجلد السميك من ناحية واحدة ولها 4 قوائم مثبتة على الأرض إضافة إلى طبلين آخرين صغيرين "الشابداه والكوس" ويغطى كل منهما من الجانبين برقعتين من الجلد وتستخدم النار في شد جلد هذه الطبول ويتم الدق على هذه الطبول بالأيدي مباشرة ويتخصص عازف للدق على صفيحة فارغة باستخدام عصاتين من الجريد وتؤلف سلسلة الراقصين الكورس في نفس الوقت ويمكن أن يصل عدد الراقصين إلى 40 أو أكثر وعادة ما يتجول عازف الصرناي وسط الراقصين والمغنين .
ويستغرق الاحتفال ما بين ساعتين إلى 3 ساعات في فقرات متتالية وتأخذ كل فقرة 20 دقيقة ومن حين لآخر يتعالى صوت "الزماري" إلى أقصى حد وبعدها يتوقف عن الغناء لفترة تسمع أصوات المغنين يرددون عليه في حماس شديد وفي بعض الأحيان يتقاسم عازف الزماري معهم الأبيات حيث يؤدي هو بالآلة الشطر الأول من البيت الشعري ويرددون عليه الشطر الثاني ويلاحظ ان عازف طبل "المكوارة" يقوم بدور هام.
ويعتبر "السومة" أحد الفنون الشعبية القديمة في دولة الإمارات وهو فن يعود إلى أصول افريقية ويقام فن "السومة" في الأعياد والمناسبات والأعراس وتلعب الطبول دورا كبيرا في أداء رقصة السومة آذ يؤديها راقصوها من الرجال من خلال حركة دائرية يصحبها التصفيق بالأيدي مع التمايل يمينا ويسارا والقفز إلى أعلى مع الحجل ويتناوب الراقصون في دخول الدائرة وأداء رقصات فردية في حلقة الراقصين بحيث يستدعي الراقصون بعضهم البعض في الدخول إلى الدائرة وذلك بالتناوب وتعتمد رقصة "السومة" في ايقاعاتها الراقصة على طبلين احدهما يسمى "كوس" والثاني "رحماني".
وهناك "الهبان" و الآلة الأساسية في الهبان هي /القربة/ أو الجرب وهو من الفنون الوافدة من منطقة فارس وله عدة أسماء منها ساحب و خميري و الجربة وتتكون فرقة الهبان من ثلاث مجموعات وتشارك بعض النساء إلى جانب الرجال الذين يؤدون حركات راقصة وينشدون الكلمات العاطفية والاجتماعية.
أما "النوبان" فهو من الفنون الوافدة إلينا من إفريقيا وأصل النوبان حسب ما يقال من منطقة النوب ويسمى هذا الفن بـ "الطنبورة" أيضا ويجمع بين الغناء والرقص والآلة الأساسية في فن النوبان هي آلة الطنبورة وأحياناً تؤدي ضمن طقوس الزار.
وتلك هي أهم الفنون والأهازيج الشعبية التي تمارس في الإمارات بعضها يؤدى في إطار محدود والآخر يمارس في أغلب المناسبات كالعيالة والرزيف والليوا وبجانب ما ذكرنا توجد فنون وأهازيج أخرى في مجتمع الإمارات ويوجد أيضا فن /الهولو/ بأهازيجه التي تؤدي عند سحب أشرعة السفينة وهناك أيضا /الطارج/ الذي يؤدى أثناء السفر، وكذلك غناء /الردحة/ وتؤديها النساء بعد حفلة الزفاف ومن الأهازيج /لقية الشحوح/ وتؤدى عند استقبال الضيوف.
وهناك أناشيد وأهازيج تقال في مناسبات عديدة معظمها اختفى وأصبح في ذاكرة كبار السن وقد كانت في يوم من الأيام تشكل جانبا مهما من الفنون والأهازيج الشعبية المتداولة بين الناس مما يدل على عمق تراث وحضارة الإمارات وأصالتها العربية.
وتركز جمعيات الفنون الشعبية في الدولة على الإعلاء من شأن المأثورات الشعبية والحرف والمهن وتعليمها للجيل الجديد الذي لا يعلم منها سوى القليل .. و في سبيل حماية الهوية الوطنية والتذكير بالتاريخ ودلالته وتأثيره وتقوم إدارات الجمعيات بتنظيم الدورات والبرامج التدريبية التي تسهم في شرح أهم العادات والمهن التراثية التي تسهم في تربية الأبناء على الاعتزاز بالتقاليد والقيم الأصيلة ولكي ترسخ في أذهانهم ويكونون هم الوسيلة المستقبلية في تعليم الجيل الذي سيعقبهم.
وقد حققت فرق الفنون الشعبية التقليدية في الإمارات نجاحاً مرموقاً في المهرجانات العربية والدولية التي شاركت فيها كما أسهمت بدور فعال ومباشر في نشر الاهتمام بالفنون الشعبية الإماراتية بإتاحة الفرصة للمهتمين بهذا اللون في استلهام موضوعاتها الفنية وتصميم اللوحات الحية المعبرة في الحفلات والمهرجانات التي تقام في الأعياد القومية وغيرها وهو أمر ذو أهمية في تأكيد روح الانتماء الوطني لدى الجيل الجديد والاعتزاز بتراثهم في مواجهة الإيقاعات المستوردة الخاصة.
ويشكل تراث الشعوب الحصيلة الإنسانية لكافة جوانب الحياة ومزايا تطورها ونموها فالتراث الشعبي لكل أمة وأي مجتمع هو ينبوع الثقافة والأصالة الذي يغذي الوعي القومي والمجتمعي لدى الفرد والجماعة في المجتمع الواحد لذا تستمد الأمم هويتها من تراثها الساري في أعماق أبنائها وأصالتها المتجذرة في قلب التاريخ.
ولدولة الإمارات العربية المتحدة تراث عريق له العديد من الأشكال والصور يظهر هذا التراث في العادات والتقاليد التي يتوارثها الأبناء جيلاً بعد جيل وبتناقلها الخلف عن السلف بحرص واعتزاز و ارتكزت هذه العادات على الأخلاق الإسلامية العظيمة والأعراف العربية الأصيلة.. ومن العادات والتقاليد ما يتصل بأسلوبهم في الأعياد والزواج والمناسبات الدينية والوطنية والزيارات والضيافة والملبس والعلاقات الأسرية وقضاء وقت الفراغ.
وام / الو /ت ف.
تابع أخبار وكالة أنباء الإمارات على موقع تويتر wamnews@ وعلى الفيس بوك www.facebook.com/wamarabic. . .
وام/الو/ع ع/ع ا و
من عبد الوهاب عبد الله - رأس الخيمة في 3 نوفمبر / وام / تمثل الفنون الشعبية الإماراتية جزءاً من التراث الشعبي في الإمارات .
ويعكس تنوع واختلاف الفنون الشعبية التنوع الثقافي والاجتماعي للفرد والجماعة كونها مرتبطة بعادات وتقاليد وقيم ومرتبطة بإختلاف المناسبات والأحداث الاجتماعية.
وتعنى الدولة برعاية وتطوير الفنون الشعبية والتراث غير المادي في الامارات وإبرازها على المستويين المحلي والعالمي وذلك من خلال رصد و تسجيل مختلف الفنون الشعبية في مجالات الأدب الشعبي والموسيقى والأغاني والمشاركة في المهرجانات وإقامة الندوات والمحاضرات في مجال الأدب والفنون والتراث الثقافي الشعبي .
وتمثل الفنون الشعبية بفروعها و أشكالها المختلفة المرآة التي تعكس ثقافة المجتمع و أسلوب حياة أفراده في كل مرحلة من مراحل تطوره .
وتسجل الفنون الشعبية وعلى مر الأيام أشكال السلوك و أنماط التفاعل الاجتماعية في مختلف المناسبات والأحداث التي تقع في محيط الحياة الاجتماعية .. لذا كانت الفنون الشعبية و ما يرتبط بها أو ما تسجله من عادات وتقاليد من الملامح المميزة للتراث الحضاري للمجتمع.
وتمثل الموسيقى الشعبية جزءا من التراث الشعبي لدولة الإمارات فالرقصات و الأشعار و الأهازيج و الأغاني الشجية لا تمارس بدون دوافع بل ترتكز على أصالة إبن الإمارات فكل وصلة أو شلة غنائية تمثل قصة ابن الإمارات و اعتزازه المستمر بنفسه و بيئته و توضح ارتباطه الوثيق بتاريخه و عروبته.. كما توضح صلته بالعالم الخارجي المحيط به عبر البحار و ارتحال ابن الإمارات إلى عدد من العواصم.
والفنان الشعبي شخص مبدع لكل ما نراه ونسمعه من موروثات شعبية لكنه يبقى مجهولا وغير معروف ولا يذكر حتى من قبل معاصريه ذلك لأن كل راو يحذف من النص أو يضيف إليه لتشويق جمهور مستمعيه أو بما تقتضيه ظروف المحيط البيئي والزمن وبذلك يشارك المجموع في تطوير الموروث الشعبي وأغانيه .
وتتنوع الفنون الشعبية في الدولة من فلكلور و موسيقى و شعر و رسم بتنوع و اختلاف مراحل التطور التي مر بها المجتمع كما تختلف باختلاف ظروف العيش و الحياة و العمل التي تحيط بالأفراد في بيئاتهم المختلفة والمناسبات التي تسجلها هذه الفنون .
وتنقسم الفنون الشعبية الإماراتية إلى أربعة أقسام منها البحرية و البدوية و السهلية و الجبلية و كلها فنون مختلفة عن الأخرى و منها ما قدم بدون إيقاعات و يصعب الفصل بينها بشكل دقيق.. وهي فنون تؤدى بشكل جماعي و في مناسبات عديدة مواكبة للعادات و التقاليد و المناسبات الوطنية و الخاصة كما أنها تتصل بالفنون العربية الأصيلة التي نشأت على أرض الخليج و الجزيرة العربية و نتجت عن الوجدان الجمعي التعبيري العربي - الإسلامي لأبناء هذه المنطقة منذ سنوات و تواصلت حتى أيامنا هذه.
ومع تنوع الفنون الشعبية في الإمارات تبعا لتنوع البيئات والسكان حيث نجد لكل بيئة ولكل مجموعة نوعا من الفنون والملامح الحياتية وأشكالا ومبتكرات وأدوات مستمدة من البيئة والفن الشعبي عموماً هو أكثر ألوان التراث الشعبي رسوخاً في الذاكرة وأكثرها ارتباطا بالمشاعر والوجدان لذا كان رديف توجهات الأفراد والجماعات وعلاقة هؤلاء الناس ببعضهم بعضا ومدى ارتباطهم واشتراكهم في ملامح حياتية واحدة أوجدتها الظروف المحيطة.
ويشمل فن الرزيف في الإمارات الذي ظهر الفن الشعبي في الإمارات منذ قديم الزمان ومن ألوان الفن أغاني الأعراس والمناسبات والاحتفالات وفنونها المصاحبة وهي أكثرها انتشارا بين الناس لما لها من دلالة اجتماعية وفنية وغنائية .
أما الأهازيج فهي أيضا لون آخر من الفنون المرتبطة بالهزج والترداد وهو ما نسميه بـ التغرودة .. وفي الإمارات تتنوع الفنون والأهازيج الشعبية حسب البيئة والنمط السكاني فلكل منطقة أو موضع جغرافي ملامح حياتية وإبداعات تراثية أصيلة ظهرت من بوتقة الحياة وإرهاصاتها والفنون الشعبية إحدى الإبداعات الجميلة التي خلفها الآباء والأجداد وأصبحت من روافد التراث الشعبي في الإمارات.
وتستمد الفنون والأهازيج الشعبية كلماتها من الذاكرة الشعبية مباشرة حيث يستلهم كل فن أصيل لشعب من الشعوب قيمته وجذوره التاريخية والفنية من الحياة الاجتماعية التي يحياها هذا الشعب.
ومن أشهر أنواع الرزيف في الإمارات العيالة حيث يحتل هذا الفن الشعبي مكان الصدارة بين كل فنون الخليج و سائر أرجاء الجزيرة العربية كلها و"العيالة" فن عربي أصيل بل عريق في أصالة و هي عبارة عن فن جماعي يتضمن رقصا و غناء جماعيا .
و تؤدي"العيالة" في كل المناسبات الاجتماعية و الوطنية كما يحرص المسئولون في الدولة على إبرازها و تقديمها في المحافل الدولية والمهرجانات باعتبارها الفن المحلي الأكثر تجسيدا لتراث و خصائص الدولة.. و"العيالة" هي رقصة الحرب العربية أو بتعبير صح رقصة الانتصار بعد الحرب لذلك فان هذه الرقصة تجسد قيم الشجاعة و الفروسية و البطولة و القوة العربية.
ويشترك في أداء " العيالة " الفرقة المحترفة و الهواة أيضا من المدعوين و الحضور و غالبا ما تكون فرقة العيالة مقصورة على العازفين على الطبول و الدفوف و الطويسات " الآلات النحاسية " و المنشدين و الراقصين الذين يشاركونهم في الأداء و الرقص وبعض الحضور الذين يحبون و يعشقون هذا الفن .
وتؤدى " العيالة " من خلال صفين متقابلين من الرجال و كل صف يقف أفراده متلاصقين بشدة و متشابكين و الأيدي من الخلف فكل رجل يشبك بيده حول ظهر زميله حتى يبدو الصف الواحد متلاحما كبينان مرصوص دلالة على التماسك و التآزر القبلي و يمسك كل منهم بعصاه من الخيزران و تتوسط الصفين الفرقة المحترفة التي تقوم بالضرب على الطبول المختلفة الأشكال و الدفوف و الطوس "الآلات نحاسية" فتقدم اللحن و الإيقاع الحماسي المناسب للنص المؤدي و يرأس هذه الفرقة رجل يحلق بطبلة اسطوانية الشكل ذات وجهين و تسمى "الراس" يدق عليها بقوة كي يخرج منها إيقاع عاليا حماسيا يناسب المقام و تعتمد علية "العيالة" اعتمادا رئيسا يسما "الابو".
ويبدأ الرجال بالغناء حين يعطي قائد الفرقة إشارة البدء ففي هذه اللحظة يأخذ حملة الطبول بالضرب بشدة على طبولهم و يبدأ الصفان بالحركة المستمرة فترة طويلة و في أثناء ذلك يتحرك حملة الطبول في اتجاه الصف المواجه بينما يتحرك حملة السيوف والبنادق والعصا في الاتجاه المعاكس حيث يبدأ أحد الصفين بإنشاد الشطر الأول " الصدر " من أبيات النشيد او القصيد و عندئذ تنحني مجموعة الصف الثاني عند سماعها لهذا الشرط الأول وتعتدل مجموعة المقابل"الثاني" و يتكرر غناء الشطر نفسه فتؤدي مجموعة الصف الأول نفس الانحناء و هكذا يؤدي كل شطر من أبيات القصيدة بين ما ينتقل رئيس الفرقة الى كل صف أثناء إلقائه لبيت القصيدة .
وبهذه الطريقة يتبادل الصفان إلقاء القصيد و يستمر الأداء و إلقاء القصيد و الانحناء و الرقص على إيقاع الطبول المنغم حتى ينتهي أداء نص القصيد و يعد رئيس الفرقة بمثابة المخرج لحركات و أداء الصفين.
وتتضمن " العيالة " فنونا حركية و غنائية متنوعة فعدا العزف و الرقص المصاحب للغناء الجماعي هناك إطلاق الاعير الناري و التلويح بالسيوف اللامعة والبنادق و كل ذلك في عرض بديع للقوة و الرجولة و الفروسية.
ومن أهم الإغراض في شعر "العيالة" أيضا الغزل حيث يتطرق شاعر العيالة إلى تجربته الذاتية و قصته مع الحبـيـبة و ذكر محاسنها و غالبا ما تكون مقدمة القصيدة غزلية كمحاكاة للشعـر العربي القديم منذ الشعر الجاهلي الذي ابتدع هذا الأسلوب ويشارك أحد الفرسان بسيف أو بندقية وسط الرزفة كما تشارك في الوسط الفتيات الصغيرات دون سن البلوغ بالتمايل يمينا ويسارا وقد نثرن شعورهن الجميلة وواحدتهن تسمى /نعاشة/ والجمع /نعاشات/.
أما الحربية هي رزفة أهل البادية في المناطق الصحراوية وتشبه العيالة كما أنها رقصة من نوع / العرضة / و/العيالة / و / الرزيف/ وهي بالإضافة إلى أنها تؤدي أداء جماعياً فلأنها تقوم على جملة لحنية واحدة موزونة ولا يصاحب الحربية أي إيقاع أو آلة موسيقية الماضي وفي حضرنا تتم إدخال عليها بعض اللات الموسيقية كالعود والاورج أما أهازيج أو أشعار الحربية فغالباً ما تتسم بالطابع الحماسي غير أن تقديم هذه الرقصة في الأعراس الشعبية أدخل عليها لا حقاً بعضاً من الحب وقصائد الغزل.
ويؤدي / الحربية / جمع من الرجال في صفين متقابلين يقترب كل صف من الآخر بحركة إيقاعية بين الحين والآخر أثناء أداء الرقصة وتقوم مجموعة تحمل البنادق والعصا بأداء حركات إيقاعية بين الصفين .
وفي حالة زيادة عدد المشاركين في الرقصة تنقسم الصفوف إلى ثلاثة أو أربعة حسب العدد و تشترك الفتيات النعاشات في أداء الحربية للقيام بذات الدور الذي يمثلنه في رقصة العيالة.
والعرضة هي فن عربي أصيل والعرضة "كالعيالة" وتحاكيها إلى حد كبير إلا أن آلاتها وإيقاعاتها تختلف آلات وإيقاعات "العيالة" وتؤدى العرضة في نفس المناسبات التي تؤدى فيها "العيالة" وهي مشابهة من حيث نظام الإنشاد ووقوف المنشدين في صفين ونظام دخول حملة السيوف إلا أن ألحانها تؤدى ثلاثية الإيقاع والمميزات وهناك آلات خاصة تصاحب الإنشاد في العرضة وتشمل "الكاسر" و "الرحماني" والدفوف "الطارات" والآلات النحاسية والكاسر يشبه الدف إلى حد بعيد إلا أنه مغطى برقعة من الجلد على جانبيه.
ويستخدم العازف عصا قصيرة ليدق بها على جانبه الأيمن كما أن دوره أثناء الإنشاد لا يخرج عن دور عازف الطبل – الرأس في عروض العيالة حيث يعفى نفسه من الالتزام بعزف إيقاع معيّن طوال الوقت ويمضى تنويع دقاته ليقوى بها أداء الآخرين كالمنشدين وحملة السيوف والطبول ويحثهم بدقاته على الاجتهاد في الاداء ليزدادوا حماساً ونشاطاً ويتنوع الإيقاع الذي يؤديه عازف الكاسر بين وقت وآخر .
أما "الرحماني" فهي طبول كبيرة الحجم أسطوانية الشكل يغطيها جلد البقر أو الثور من الجانبين ويتحكم العازف في شدها باستخدام حبال شد متينة على الجانبين في وقت واحد ويستخدم العازف يده اليمنى مباشرة للدق على جانبها الأيمن. "والطارات والطوس" هي نفس الآلات المستخدمة في"العيالة" وهي تصاحب الإنشاد في العرضه بإيقاع واحد لا يتغير.
ومن الفنون الإماراتية فن الوهابية أو الرمسه من الفنون الأصيلة الذي ارتبط بسكان مناطق العريبي والحديبه والغب وشمل والرمس في إمارة رأس الخيمة منذ القدم ومارس ابن المنطقة هذا النوع من الفنون الأصيلة في حياته اليومية التي شكلت لغة أخرى موثقة تدون علاقاته بالأرض والبيئة والحياة في هذا الجزء من وطننا الحبيب.
وفن الوهابية ينتشر بشكل ملحوظ في البيئة الريفية والقرى الساحلية وبالتحديد المناطق التي تنتشر فيها زراعة النخيل وهو عبارة عن غناء ورقص يشبه العياله وفيها استعراض لمعاني الشجاعة والرجولة حيث يصطف المشاركون في صفين متقابلين متوازيين ويصل عدد المشاركين في كل صف فيها أكثر من عشرين رجلا في بعض الأحيان وتفصل بين الصفين مساحة يتحرك فيها ضاربو آلات الإيقاع والطبول المبارزون بالسيوف ومستعرضو الأسلحة ويتبادل الصفان الغناء /بشله/ وهي بيتان من الشعر يرددونها على التوالي حتى نهايتها.
والطبول المستخدمة فيه كانت قديما تصنع من قطعة واحدة من جذع النخلة وحاليا من المعدن بحيث تفرغ يدويا من الداخل ثم يثبت على طرفيها جلود الأغنام وتشد بحبال من الصوف وتشترك أربع أو أكثر من هذه الطبول في العرض وحركة الراقصين في الوهابية وئيدة ووقورة تميل إلى البطأ وهذا الفن يحوي ثلاثة أنواع من الحركة حركة المشاركين في الصفين وحركة ضاربي آلات الإيقاع ثم حركة المبارزين في السيوف واستعراض الأسلحة وحركات المشاركين لها أصولها وتقاليدها المرعيه والمتوارثة جيلا بعد جيل فهم يتحركون في وحده وتجانس وتوافق مع حركة ضاربي الطبول الذين يحدون نوعية الحركة التي يجب على المشاركين في الصفين تأديها .
كما أن حركة الاستعراض بالسيوف مرتبطة بحركة ضاربي الطبول وحركة المشاركين في الصفين ونوع شلة الغناء أو قصيدة الشعر التي يرددها جميع المشاركين .
وأثناء أداء الفن يمسك المشاركون في الصفين المتقابلين كل منهم بمعصم جاره أو قد يضع يده اليسرى على ظهر جاره من الخلف في اليد اليمنى يمسك كل منهم بعصاه من الخيزران يحركها على فقرات الإيقاع تارة في الهواء إلى أحد الجانبين أو إلى أسفل أو يضعها فوق كتفه اليمنى أو يتكأ بها على الارض ويحركها يمنى ويسرى وكل هذه الأنواع الحركيه تحددها حركة ضاربي الطبول ووضعهم أثناء الحركة بين الصفين.
ويحرك المشارك في الصف رأسه حركة واضحة إلى اليمين واليسار أو من أعلى إلى أسفل بينما تبقى قدماه ثابتتين في مكانهما وعليه أن يثني الركبه ثنية خفيفه متناغمه مع حركة العصاه والرأس والإيقاع .
وأما حركة ضاربي الطبول فإن لها أيضا أصولها وقواعدها الثابتة فهو الذي يقود آلات الإيقاع بحيث يتحرك ضاربو الطبول بين الصفين في نظام يكاد يكون محددا ثابتا وقد ينحني صاحب الطبل / الرحماني /أمام أحد الصفين فينحني معه أصحاب بقية الآلات أو قد يقومون بضرب طبولهم وقوفا امام أحد الصفين فتره ثم يعودون لضربها أمام الصف الآخر أو قد ينحنون في وسط المسافة مابين الصفين ولذلك أصول وقواعد.
والحركة الثالثة في فن الوهابية هي حركة الاستعراض بين الصفين وتقوم بها مجموعه من حملة الأسلحة السيوف والبنادق والعصي.
فحملة الأسلحة يتبارزون بمهارة ولكل دور من القصيد المؤدى في الرقصة متبارزان أما بقية من يحملون السيوف فيقذفون بها عاليا في الهواء ويلتقطونها بمهارة عند هبوطها وكذلك يفصل بعض حملة البنادق لكن الحركة الغالبة للبندقية هي ان يديرها المستعرض بين يديه في حركة ترسم دائرة كاملة في الهواء والبندقية بين يديه ويكرر بعض حملة العصي نفس حركة البندقية بعصيهم ويدورون في الساحة بين الصفين في حركة وقورة على فقرات الإيقاع حول ضاربي الطبول و يبرز فن الآهله كأحد أبرز الفنون الخاصة بالإمارات ويؤدى بكثرة في مناطق أهل البحر وغالباً ما يكون مؤدو هذا الفن هم في الأصل من نفس المؤدين لفن "العيالة".
وفن "الأهل" هو من الفنون العريقة في المنطقة وتوجد علاقة وثيقة بين فني "الأهل" و"العيالة" فالأهل " يمارس ويؤدي خلال ممارسة فن "العيالة" أو عقب كل وصلة من وصلاته ولكن "الاهل" يتطلب من مؤديه رصيداً كبيراً محفوظاً من الشعر الشعبي بحيث يجلس بعض أعضاء فرقة "العيالة" وهم من هواة فن "الاهل" ويشاركهم بعض الحضور من عاشقي الفن القديم يجلسون في حلقة صغيرة ويبدأ كل واحد منهم بإلقاء قصيدته وعقب كل بيت يرد عليه زملاؤه بقولهم "اهله" بمد اللام فينطقها "أهلاه" ولهذا سمي فن "الأهل" أو "الأهله" بهذا الاسم.
ومن خصائص هذا الفن أن أداءه لا تصاحبه أي آلة موسيقية فهو ليس غناء ونظماً ملحناً وإنما مجرد إلقاء قصائد شعرية نبطية في صورة مطارحة شعرية وبهذا فإن فن الاهله يعد واحداً من أشكال أو أقسام الأدب الشعبي الخليجي.
وأهم الموضوعات التي يتناولها شاعر فن "الاهله" هو الغزل إذ يصور بأسلوبه الخاص المعاناة التي يلقاها ويكابدها المحب في سبيل حبه وقسوة الهجر ولوعة البعد والفراق وأحياناً يمزج شاعر "الاهل" بين الغزل والعاطفة الدينية في نص واحد كعهدنا بالشعر في صدر الإسلام والشعر الأموي.
ومن الفنون القديمة "الرواح" وتمارس على إيقاع نشيد يتضمن الغزل والمدح وتتكون الفرقة من الرئيس وعدد من الرجال الذين يقدر عددهم بخمسين رجلا أو أكثر ويقدم هذا الفن في جميع المناسبات الوطنية والاجتماعية.
أما رزيف الشحوح فيؤديه أبناء قبيلة الشحوح وتتكون الفرقة التي تؤدي هذا الفن من ستين إلى سبعين رجلا يكونون صفين متقابلين ويتوسطهم حاملو الطبول وعددهم يترواح بين خمسة وثمانية ويشارك عدد من لاعبي السيوف والبنادق ضمن الرقصة ويردد الجميع الأناشيد الحربية والحماسية والعاطفية.
والندبة من فنون الشحوح وهي نداء خاص بهم للعزوة والتفاخر تؤديه جماعة تسمى /الكبكوب/ وهي كلمات تردد عند قدوم الضيوف ترحيبا بهم وهي من عادات سكان الجبل ويكونون أثناء ذلك حلقة دائرية يتوسطهم /النداب/ وهو الشخص الذي يبدأ بنداء العزوة ويردد الآخرون عزوتهم خلفه بصوت يوحي بالرجولة والقوة.
اما التغرود فهي فن شعبي أصيل يحوي قصائد مغناة يترنم بها الفرد ويحاول المنشد فيها أن يرفع صوته ويطرب على تغريده العذب بنفسه ومعه مجموعة من المستمعين وينشد القوم أغاني /التغرودة / وهم على ظهور الهجن مرتحلين من مكان إلى آخر، أو مسافرين في رحلة تجارة بينما النوق تخب أو تهرول وهذه تسمى بتغرودة البوش حيث الصورة النفسية للغناء الجماعي ثابتة ولا تتغير بتغيير المكان وتتميز باستطالة حروف المد في موجة نغمية متميزة هي الصورة المسموعة لحركة سير الركاب وهناك أيضاً / التغرودة / التي تؤدي على ظهور الخيل وتسمى بتغرودة الخيل ووظيفتها الأساسية هي حث الخيل على الإسراع وتحميس راكبيها من الفرسان وتزخر / شلات / تغرودة الخيل بمعاني الشجاعة والإقدام والشهامة.
و"السيع " من أغاني وأهازيج السفر وتردد أثناء الأسفار ورحلات الغوص براً وبحرا وأحياناً في المجالس وأثناء السمر. وينشد المنشدون كلمات جميلة ملحنة ويرددون القصائد ولا تستخدم لأدائه أية أدوات أو إيقاعات.
وهناك الخطفة أو خطفة الشراع ويعتبر من أغاني وأهازيج وألحان البحارة وهو ضرب من الغناء يختص بسحب الحبال لرفع أشرعة السفينة و"الخطيفة " هي رفع الشراع وهي لذلك تقسم من حيث الضرب والغناء على حسب أسماء أنواع الأشرعة: شراع "العود" أي الكبير وشراع "القلمي" وشراع "الجيب" ويأتي في مقدمة السفينة ويبدأ النهام "الخطيفة" بالافتتاحية التالية يا الله بدينا وتكون بعدها أهزوجة الإيقاع الرتيب لعملية سحب الحبال /هي .. هو..
لو الهولو.. الهولو / ويستخدم في "الخطيفة" طبلان وزوج من الطوس كما يصاحبها التصفيق باليدين والضرب بالرجل على ظهر السفينة وهي تعد حافزاً مشجعاً للسرعة في رفع الشراع .
و"الليوة" من الفنون الإفريقية التي ذابت في المجتمع العربي في الخليج ويبدأ هذا الفن بأن يدخل المشاركون فيه حفاة على هيئة حلقة وفي وسطهم عازف المزمار وتتشابك أيدي الرجال في الحركة متقدمين خطوتين للأمام ثم خطوتين للخلف ويدورون عكس عقارب الساعة وتعتمد هذه الرقصة على استخدام طبل "المكوارة" الكبير وهو مصنوع من كتلة خشبية مفرغة ومغطاة بالجلد السميك من ناحية واحدة ولها 4 قوائم مثبتة على الأرض إضافة إلى طبلين آخرين صغيرين "الشابداه والكوس" ويغطى كل منهما من الجانبين برقعتين من الجلد وتستخدم النار في شد جلد هذه الطبول ويتم الدق على هذه الطبول بالأيدي مباشرة ويتخصص عازف للدق على صفيحة فارغة باستخدام عصاتين من الجريد وتؤلف سلسلة الراقصين الكورس في نفس الوقت ويمكن أن يصل عدد الراقصين إلى 40 أو أكثر وعادة ما يتجول عازف الصرناي وسط الراقصين والمغنين .
ويستغرق الاحتفال ما بين ساعتين إلى 3 ساعات في فقرات متتالية وتأخذ كل فقرة 20 دقيقة ومن حين لآخر يتعالى صوت "الزماري" إلى أقصى حد وبعدها يتوقف عن الغناء لفترة تسمع أصوات المغنين يرددون عليه في حماس شديد وفي بعض الأحيان يتقاسم عازف الزماري معهم الأبيات حيث يؤدي هو بالآلة الشطر الأول من البيت الشعري ويرددون عليه الشطر الثاني ويلاحظ ان عازف طبل "المكوارة" يقوم بدور هام.
ويعتبر "السومة" أحد الفنون الشعبية القديمة في دولة الإمارات وهو فن يعود إلى أصول افريقية ويقام فن "السومة" في الأعياد والمناسبات والأعراس وتلعب الطبول دورا كبيرا في أداء رقصة السومة آذ يؤديها راقصوها من الرجال من خلال حركة دائرية يصحبها التصفيق بالأيدي مع التمايل يمينا ويسارا والقفز إلى أعلى مع الحجل ويتناوب الراقصون في دخول الدائرة وأداء رقصات فردية في حلقة الراقصين بحيث يستدعي الراقصون بعضهم البعض في الدخول إلى الدائرة وذلك بالتناوب وتعتمد رقصة "السومة" في ايقاعاتها الراقصة على طبلين احدهما يسمى "كوس" والثاني "رحماني".
وهناك "الهبان" و الآلة الأساسية في الهبان هي /القربة/ أو الجرب وهو من الفنون الوافدة من منطقة فارس وله عدة أسماء منها ساحب و خميري و الجربة وتتكون فرقة الهبان من ثلاث مجموعات وتشارك بعض النساء إلى جانب الرجال الذين يؤدون حركات راقصة وينشدون الكلمات العاطفية والاجتماعية.
أما "النوبان" فهو من الفنون الوافدة إلينا من إفريقيا وأصل النوبان حسب ما يقال من منطقة النوب ويسمى هذا الفن بـ "الطنبورة" أيضا ويجمع بين الغناء والرقص والآلة الأساسية في فن النوبان هي آلة الطنبورة وأحياناً تؤدي ضمن طقوس الزار.
وتلك هي أهم الفنون والأهازيج الشعبية التي تمارس في الإمارات بعضها يؤدى في إطار محدود والآخر يمارس في أغلب المناسبات كالعيالة والرزيف والليوا وبجانب ما ذكرنا توجد فنون وأهازيج أخرى في مجتمع الإمارات ويوجد أيضا فن /الهولو/ بأهازيجه التي تؤدي عند سحب أشرعة السفينة وهناك أيضا /الطارج/ الذي يؤدى أثناء السفر، وكذلك غناء /الردحة/ وتؤديها النساء بعد حفلة الزفاف ومن الأهازيج /لقية الشحوح/ وتؤدى عند استقبال الضيوف.
وهناك أناشيد وأهازيج تقال في مناسبات عديدة معظمها اختفى وأصبح في ذاكرة كبار السن وقد كانت في يوم من الأيام تشكل جانبا مهما من الفنون والأهازيج الشعبية المتداولة بين الناس مما يدل على عمق تراث وحضارة الإمارات وأصالتها العربية.
وتركز جمعيات الفنون الشعبية في الدولة على الإعلاء من شأن المأثورات الشعبية والحرف والمهن وتعليمها للجيل الجديد الذي لا يعلم منها سوى القليل .. و في سبيل حماية الهوية الوطنية والتذكير بالتاريخ ودلالته وتأثيره وتقوم إدارات الجمعيات بتنظيم الدورات والبرامج التدريبية التي تسهم في شرح أهم العادات والمهن التراثية التي تسهم في تربية الأبناء على الاعتزاز بالتقاليد والقيم الأصيلة ولكي ترسخ في أذهانهم ويكونون هم الوسيلة المستقبلية في تعليم الجيل الذي سيعقبهم.
وقد حققت فرق الفنون الشعبية التقليدية في الإمارات نجاحاً مرموقاً في المهرجانات العربية والدولية التي شاركت فيها كما أسهمت بدور فعال ومباشر في نشر الاهتمام بالفنون الشعبية الإماراتية بإتاحة الفرصة للمهتمين بهذا اللون في استلهام موضوعاتها الفنية وتصميم اللوحات الحية المعبرة في الحفلات والمهرجانات التي تقام في الأعياد القومية وغيرها وهو أمر ذو أهمية في تأكيد روح الانتماء الوطني لدى الجيل الجديد والاعتزاز بتراثهم في مواجهة الإيقاعات المستوردة الخاصة.
ويشكل تراث الشعوب الحصيلة الإنسانية لكافة جوانب الحياة ومزايا تطورها ونموها فالتراث الشعبي لكل أمة وأي مجتمع هو ينبوع الثقافة والأصالة الذي يغذي الوعي القومي والمجتمعي لدى الفرد والجماعة في المجتمع الواحد لذا تستمد الأمم هويتها من تراثها الساري في أعماق أبنائها وأصالتها المتجذرة في قلب التاريخ.
ولدولة الإمارات العربية المتحدة تراث عريق له العديد من الأشكال والصور يظهر هذا التراث في العادات والتقاليد التي يتوارثها الأبناء جيلاً بعد جيل وبتناقلها الخلف عن السلف بحرص واعتزاز و ارتكزت هذه العادات على الأخلاق الإسلامية العظيمة والأعراف العربية الأصيلة.. ومن العادات والتقاليد ما يتصل بأسلوبهم في الأعياد والزواج والمناسبات الدينية والوطنية والزيارات والضيافة والملبس والعلاقات الأسرية وقضاء وقت الفراغ.
وام / الو /ت ف.
تابع أخبار وكالة أنباء الإمارات على موقع تويتر wamnews@ وعلى الفيس بوك www.facebook.com/wamarabic. . .
وام/الو/ع ع/ع ا و