المركز الوطني للتاهيل يتخصص في علاج المصابين بالادمان على الكحول والمخدرات . /تقرير من هدى الكبيسي

المركز الوطني للتاهيل يتخصص في علاج  المصابين بالادمان على الكحول والمخدرات . /تقرير من هدى الكبيسي
أبوظبي في 22 نوفمبر   / وام / يعد الإدمان على الكحول والمخدرات من 
أكبر التحديات التي تواجه المجتمعات في الوقت الحاضر اذ تؤثر على حياة 
المدمن من جميع الجوانب سواء كانت جسمية أو نفسية أو اجتماعية أو 
اقتصادية أو عائلية..إضافة إلى تأثيرها على المجتمع بشكل كامل حيث تزداد 
الجرائم والعنف والإساءة لأفراده وممتلكاته. 
ويعتبر الإدمان حالة مزمنة وخطيرة مصحوبة بمضاعفات جسيمة تؤدي بالمدمن إلى أسوأ الظروف وربما الموت إذا لم يلجأ إلى العلاج..ومن هنا جاءت التوجيهات السامية من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله " وبرعاية كريمة ومتواصلة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة..بإنشاء صرح طبي متميز من نوعه في منطقة الشرق الأوسط يختص بعلاج وتأهيل المدمنين وهو " المركز الوطني للتأهيل " في إمارة أبوظبي.
وأنشىء المركز الوطني للتأهيل " عام 2002 كمركز متخصص بعلاج الإدمان على الكحول والمخدرات بجميع أشكالها حيث يختص بعلاج مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك حرصا من قيادة الدولة على شباب الوطن وحفاظا على أرواحهم وممتلكاتهم وعائلاتهم من الهلاك.
ويقدم المركز خدمات متميزة في مجال الوقاية والعلاج والتأهيل من الإدمان على الكحول والمخدرات عن طريق " تقديم الوسائل المتاحة   لعلاج وتأهيل مرضى الإدمان على الكحول والمخدرات في المجتمع "..و" تنفيذ واعتماد برامج علاجية وصحية ووقائية تؤهل المرضى للاندماج في المجتمع " و" تقديم منظومة علاجية متكاملة تشمل برامج الدعم النفسي والاجتماعي للمرضى وعائلاتهم " إضافة إلى " بناء شراكات فعالة مع المؤسسات والهيئات المحلية والإقليمية والعالمية المختصة بمعالجة مشاكل الإدمان ومكافحته حسب أفضل الممارسات والمعايير العالمية " و" تأهيل كوادر وطنية قادرة على التطوير في مجال التأهيل والعلاج والإرشاد النفسي والاجتماعي والوقائي والتثقيفي".
ويهدف المركز إلى علاج مرضى الإدمان على الكحول والمخدرات وتأهيلهم ومتابعتهم بعد انتهاء فترة العلاج وخروجهم من المركز لإدماجهم في 
المجتمع ونشر ثقافة محاربة المخدرات مهما كان نوعها.
أما البرنامج العلاجي في المركز الوطني للتأهيل فيهدف في مراحله الأولى إلى تحفيز المريض وتشجيعه على التخلص من الإدمان أو ما يعرف بالمقابلات التحفيزية و تعريف المريض ببعض تقنيات الاسترخاء ويتم لاحقا التركيز على برنامج الـ/ 12 / خطوة وبرنامج المصفوفات العلاجية " المايتركس"..التي تهدف إلى إعادة بناء الثقة لدى المريض وتسهم في تغيير نظرته للإدمان. و لا تعتمد سياسة البرنامج العلاجي على إجبار المريض على المكوث في المركز للعلاج نظرا إلى ما قد تعكسه سياسة الإجبار من رد فعل عكسي للمريض وعدم تقبله للعلاج وطلب الشفاء وللمريض حرية إكمال البرنامج العلاجي إلا أن عدم الالتزام الكامل بهذا البرنامج قد يؤدي إلى تأخير التعافي أو فشل 
العلاج في بعض الأحيان.
غير ان سياسة البرنامج العلاجي تعتمد على نظرة أن الشخص لديه القدرة على الامتناع عن تعاطي المواد المخدرة ولديه الإرادة لطلب العلاج وتكوين حياه جديدة وبالتالي يساعده البرنامج على تحديد ما يحتاج إليه من أفكار لتقويه شخصيته وإدراكه أن الإدمان مرض يمكن الشفاء منه بالعزيمة والإرادة القوية ومساعدة الأسرة والمريض على فهم آلية العلاج وتوعيتهم 
به وتوضيح دور الأسرة في عمليه التعافي..فيما يهدف المركز إلى تقديم خدمات علاجية متميزة على أسس علمية وعالمية وذلك لجميع شرائح المجتمع المختلفة والفئات العمرية المعرضة لخطر الإدمان سواء من الذكور أو الإناث وعليه يتم استقبال المرضى من عده مصادر وجهات تحويل مختلفة منها " المرضى الطوعيون ".
وتشمل هذه الفئة جميع من تقدم للعلاج طواعية من تلقاء أنفسهم أو من العائلة كما يتم استقبال المرضى المحولين من قبل الجهات العلاجية الأخرى 
مثل المستشفيات العامة والمراكز الطبية الموجودة في الدولة بالإضافة إلى بعض المؤسسات الحكومية ذات النفع العام مثل مراكز الدعم الاجتماعي 
ومؤسسات الرعاية الاجتماعية وشؤون القصر وكذلك "المرضى غير الطوعيين" وتندرج تحت هذه القائمة جميع مصادر وجهات التحويل ذات الطابع الشرطي أو ممن صدر في حقهم أمر بالخضوع للعلاج القصري من قبل الجهات القضائية..إضافة إلى " تحويل من الجهات والسلطات العليا " وهم من صدر في حقهم أمر بالخضوع القصري للعلاج والتأهيل من إحدى الجهات أو السلطات 
العليا في الدولة.
وتؤمن إدارة المركز الوطني للتأهيل بأن التعليم والتدريب الطبي المستمر من أهم العوامل التي تسهم في توفير بيئة علاجية مناسبة للمرضى وتساعد موظفي المركز على تنمية قدراتهم العملية لذلك أدرج مجال التعليم والتدريب الطبي المستمر ضمن الخطة الإستراتيجية للمركز ونفذت العديد من 
المبادرات والمشروعات من أجل تحقيق الإستراتيجية.
وقام المركز الوطني للتأهيل بعدد من الانشطة والفعاليات والمشروعات والاتفاقيات اضافة الى المؤتمرات والندوات خلال العام الحالي 2014 من 
اهمها توقيع"اتفاقية التعاون مع المنظمة الدولية  خطة كول ومبو  لإصدار أول طبعة عربية من المجلة العلمية المهتمة بعلم النفس والإدمان وتعد 
منظمة "خطة كول ومبو" هيئة دولية متعددة الأطراف تعنى بالتطور الاجتماعي والاقتصادي ممثلة باللجنة الاستشارية والتحريرية للمجلة العالمية 
المعنية باضطرابات تعاطي المواد المخدرة.
وتم توقيع الاتفاقية خلال ورشة عمل استضافها المركز بحضور ممثلي اللجنة الاستشارية والتحريرية من عدة دول وتأتي أهمية الاتفاقية لتعزيز مكانة المركز كونه المرجع الرئيسي لمشكلة خفض الطلب على المخدرات والمؤثرات 
العقلية.
كما وق ع المركز اتفاقية تفاهم مع المنظمة الدولية /خطة كولومبو/ لتعزيز التعاون في مجال تدريب ونشر علوم الإدمان والتدريب على برنامج اعتماد مرشدين أكاديميين نفسيين في قطاع الإدمان طبقا  لمعايير اتحاد شمال أمريكا في مجال الإدمان بالإضافة إلى تمكين الكوادر المواطنة العاملة في جميع المجالات المرتبطة بالإدمان والصحة النفسية ... كما  ناقش المركز انضمام دولة الإمارات العربية المتحدة إلى منظمة خطة كولومبو لتصبح دولة عضوا فيها.
واعد المركز الوطني للتأهيل بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة  استراتيجية وطنية خاصة بالدولة لمكافحة المخدرات 
بمشاركة جميع الجهات المعنية بموجب اتفاقيتي تعاون وقعت بين الجانبين.
وتهدف الاتفاقية الأولى إلى تنمية قدرات موظفي المركز الوطني للتأهيل وإبراز دور المركز على المستوى العملي كشريك مهم في التصدي لمرض الإدمان فيما تهدف الاتفاقية الثانية التي سيتم بموجبها اعداد الاستراتيجية الى تسليط الضوء على دور المركز الريادي على المستويين الإقليمي والعالمي.
وتم من خلال هذه الاتفاقية تنظيم دورتين تدريبيتين لمجموعة من العاملين في مجال علاج وتأهيل مرضى الإدمان في المنطقة كما تم اشراك أكثر من 17 جهة محلية واتحادية في دراسة تقييم وضع المخدرات بالدولة.
ولا يقتصر دور المركز الوطني للتأهيل على توفير العلاج والتأهيل المناسب لمرضى الإدمان فحسب بل يتعداه إلى دراسة واقع المخدرات في الدولة من حيث تحديد أسباب الوقوع في الإدمان وأنواع المواد المستخدمة ومصادره والقيام بالدراسات العلمية المتخصصة لاكتشاف طرق علاج جديدة فقد أجرى المركز العديد من الدراسات منها " دراسة لمعرفة مدى قدرة أطباء الرعاية الصحية الأولية على اكتشاف حالات الإدمان بين المرضى وتوفير الرعاية المناسبة لهم " و" دراسة نتائج علاج المرضى وتركز هذه الدراسة العلمية على مقارنة العديد من الأساليب العلاجية المتبعة في المركز الوطني لتقييم فعاليتها " بجانب "دراسة لمعرفة الجينات الوراثية التي لها دور في الإدمان".
وتم خلال الدراسة جمع عينات دم من مرضى الإدمان وتحليلها لتحديد جينات وراثية قد يكون لها أثر في دفع المريض للتأثر بشكل أكبر بالمواد المخدرة وتخضع جميع الدراسات التي يقوم بها المركز لأعلى معايير البحث العلمي ولا تتم الموافقة عليها إلا بعد عرضها على العديد من اللجان المختصة 
وتعتبر موافقة المريض في المشاركة في الدراسات هذه ضرورية إذ أنه لا يتم إشراك أي مريض أو أخذ أي عينة من دون موافقته..حيث تجرى الدراسات بشكل سري ولا يتم الكشف عن هوية أي مريض.
ونظم المركز الوطني لتاهيل  وبالتعاون مع خطة كولومبو للتعاون الاقتصادي والتنمية الاجتماعية في آسيا والمحيط الهادي "المنتدى العالمي الأول 
للشباب للوقاية من المخدرات" وذلك تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد  نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة وبحضور 400 مشارك من 45 دولة 
بهدف فتح مــجالات جديدة للتواصل بين الشباب الإماراتيين وزملائهم من مختلف أنحاء العـــالم إذ شارك شباب من دول وثــقافات متـــنوعة في 
فعالياته وعكس المنتدى حرص المركز الوطني للتأهيل على تعزيز التعاون بين فئة الشباب القياديين القادرين على إحداث تغيير إيجابي بين أقرانهم 
وداخل مجتمعاتهم ونشر المعرفة والتوعية حول مخاطر مرض الإدمان.
وتأتي الوقاية في أول إهتمامات المركز من خلال التوعية الصحية والوقاية الأولية لكل شرائح المجتمع والوقاية من الإنتكاسة والمساعدة على 
الإندماج والإنخراط في المجتمع للمرضى وذويهم ويستعين المركز بعدة وسائل لنشر الوعي الصحي تتمثل في النشاطات المجتعية المباشرة ومن خلال وسائل الإعلام المختلفة سواء المرئية أو المقروءة أو المسموعة ويتم ذلك بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية ...حيث قدم المركز الوطني للتأهيل  في 15 فبراير محاضرات تثقيفية لطلبة جامعة أبوظبي لتوعيتهم بمخاطر المخدرات وأشكالها وأسبابها وأنواعها ووسائل الوقاية والحماية منها وذلك بتوجيهات من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان .وتناولت المحاضرات التثقيفية عدة جوانب شملت مفهوم الإدمان وأعراضه وأسبابه ونتائجه على المستوى الفردي والأسري والاجتماعي والصحي والاقتصادي وكذلك حجم مشكلة الإدمان محليا  وعالميا  ودور المؤسسات التعليمية في مواجهة خطر الإدمان وخدمات وأنشطة وفعاليات المركز الوطني للتأهيل ودورة في مكافحة آفة المخدرات وعلاج مرضى الإدمان.
 
كما وقع المركز الوطني للتأهيل في 19 فبراير مذكرة تفاهم مع وزارة الصحة الفلسطينية يتم بموجبها الاستفادة من الخبرات الإماراتية وتقديم التدريب والدعم الفني لوزارة الصحة الفلسطينية في تحقيق مساعيها بإنشاء مركز لعلاج وتأهيل مرضى الإدمان في فلسطين.
 
وفي 25 فبراير نظم المركز الوطني للتاهيل والإدارة العامة لمكافحة المخدرات الاتحادية بمدرسة الشرطة الاتحادية في إمارة الشارقة ورشة عمل 
تدريبية حول مخاطر مرض الإدمان على الفرد والمجتمع وكيفية التعامل مع  مرضى الإدمان ومستخدمي المؤثرات العقلية حضرها 32 من ضباط الشرطة العاملين في مجال مكافحة المخدرات في الدولة ومن دول مجلس التعاون الخليجي. وارتكزت الأهداف الرئيسية للورشة على التعريف بمراحل التعافي واحتياجات المريض إلى جانب طرح القوانين والسياسات المتبعة للتعامل مع مرضى الإدمان وخلال الورشة تبادل بعض المشاركين معلومات عن خبراتهم وتجاربهم الشخصية. كما سعى المركز الوطني للتأهيل من خلال الورشة إلى مناقشة كافة السبل لتنسيق الجهود بينه وبين الإدارة العامة لمكافحة المخدرات الاتحادية للحد من انتشار هذه الظاهرة.
وفي 3 مارس وقع المركز  مع مدارس الإمارات الوطنية مذكرة تفاهم وشراكة بشأن إعداد وتطبيق برامج توعية ونشاطات وقائية لطلبة مدارس الإمارات الوطنية وذويهم والهيئات الإدارية والتدريس تهدف إلى التصد ي لآفة الإدمان والسلوكيات الخطرة المصاحبة انطلاقا من تطلعات المدارس إلى تعزيز الشراكات مع الجهات المتميزة في مختلف مجالات التنمية والسعي المتواصل إلى تحقيق نظام تعليمي متكامل لطلابها.
 
كما أنهى المركز الوطني للتأهيل في مقره في أبوظبي البرنامج التدريبي الأول المخصص لطالبات ماجستير علم النفس السريري /الإكلينيكي/بكلية 
العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الإمارات حيث تعتبر مثل تلك البرامج التدريبية نواة حقيقية لتخريج مزيد من الطلبة المواطنين القادرين على العمل في مجال علاج وتأهيل مرضى الإدمان لاحقا.
 
وشارك المركز في 11 مارس بورشة العمل الدولية لبناء القدرات في مجال علاج المرتهنين للمخدرات ورعايتهم التي نظمها مكتب الامم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ومنظمة الصحة العالمية والمركز الوطني للتأهيل في ابوظبي في عمان بمشاركة 30 شخصا يمثلون دول الاقليم ويتخصصون في مجال معالجة الادمان ورعاية المرتهنين في تعزيز التواصل والتنسيق بين الجهات العاملة في مجال الاختصاص ودورها في تعزيز قيم مواجهة ظاهرة المخدرات.
وقدمت الورشة افضل الممارسات والمعايير العالمية في مجال الادمان وعلاجه وسبل الوقاية منه بالاضافة الى تأهيل وتطوير كوادر عربية قادرة على المساهمة في المحافظة على مجتمعات خالية من مخاطر المخدرات ومرض الادمان والتصدي.
 
في 13 مارس زار وفد قطري المركز الوطني للتأهيل  في ابوظبي بهدف الاستفادة من الخبرات الإماراتية وتم خلال الزيارة استعراض أنشطة وخدمات المركز الهادفة لعلاج وتأهيل مرضى الإدمان وبرامج الوقاية الهادفة لتحصين وحماية الشباب والمراهقين من مخاطر آفة المخدرات ومرض الإدمان.
 
وشارك وفد من المركز الوطني للتأهيل في 22 ابريل في حلقة نقاشية بالأمم المتحدة  في العاصمة النمساوية فيينا واستعرض الوفد تجربته في علاج حالات تعاطي الجرعات الزائد من المخدرات والوقاية منها وقدم المركز ورقة بحث علمية عن  الجرعات الزائدة عند مرضى الإدمان  تضمنت تجربة المركز الوطني للتأهيل على مدى عشر سنوات.
 
 وأكدت الإحصائيات الخاصة بحالات الجرعات الزائدة التي استعرضها المركز أن عدد حالات الجرعات الزائدة التي تم تسجيلها خلال الأربعة أعوام الماضية بلغ 33 حالة 42 بالمائة منهم تبلغ أعمارهم أقل 30 عاما  بينما تراوحت أعمار 58 بالمائة منهم بين 30 و45 عاما  فيما كشفت إحصائيات المركز أن 76 بالمائة من مجموع حالات الجرعات الزائدة كان ممن يتعاطون الأفيون.
 
وفي 24 ابريل اعلن المركز الوطني للتاهيل عن البدء بتنفيذ مشروع إنشاء المبنى الطبي للمركز الوطني للتأهيل بتكلفة 285 مليون درهم والذي يأتي ضمن استراتيجية حكومة أبوظبي الرامية لتطوير وتحديث المنشآت الصحية في أبوظبي لإيصال الخدمات الطبية إلى المراجعين ضمن مناطقهم وتخفيف الضغط عن المستشفيات.
ويأتي البدء بهذا المشروع تنفيذا  لقرار المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي في اجتماعه الأخير الذي عقد برئاسة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد 
آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وقد أعلنت شركة أبوظبي للخدمات العامة "مساندة" عن البدء بإنشاء المركز الوطني 
للتأهيل في مدينة شخبوط بجانب مستشفى المفرق في إمارة أبوظبي.
واستضاف المركز الوطني للتأهيل  في 12 مايو خبراء من مختلف أنحاء العالم لعرض أحدث ما توصلت إليه الأبحاث حول إدمان المخدرات والكحول أمام العاملين في مجال الرعاية الصحية المحلية بهدف القاء نظرة عامة حول أحدث ما توصل اليه العلم في توفر برامج  العلاج للحد من الإدمان على الكحول ونتائج الدراسات للأنواع المختلفة من الإدمان والخصائص النفسية وتطوير نماذج علاج مجتمعية متكاملة  . كما قام المركز بدعوة ستة من أساتذة الجمعية العالمية لطب الإدمان بهدف تقييم الخدمات العلاجية المقدمة من المركز وتم تنظيم هذه الورشة على هامش الزيارة لتبادل الخبرات في مجال علاج الإدمان والوقاية منه مع العاملين في مجال الرعاية الصحية بالإمارات.
وشارك المركز الوطني للتأهيل في 13 مايو في فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب بهدف نشر الوعي بمرض الإدمان بين كافة فئات المجتمع حيث شهدت منصة المركز إقبالا  كبيرا  من الطلبة وأولياء أمورهم من زوار المعرض الذين حرصوا على التعرف على دور المركز الهام والفعال في خدمة مجتمع الإمارات.
وقدم المركز كتيبات تعريفية مجانية وهدايا للزوار احتوت على مواد توعوية تعرفهم بدور المركز في مكافحة الإدمان وكيفية تعامله مع المرضى 
والمتقدمين للعلاج والتي تعتمد على السرية التامة واحتوت هذه الكتيبات على تعريف شامل بالمواد المخدرة ومضاعفاتها على الفرد والمجتمع وأهمية  مكافحتها والوقاية منها.
 
ووقع المركز الوطني للتأهيل في 15 مايو اتفاقية تعاون مشترك مع مجلس أبوظبي للتوطين تهدف إلى تأهيل وتطوير المواطنين للدخول في سوق العمل وتأمين كافة الوسائل العلاجية والتأهيلية المتاحة لهم لإعادة دمجهم في المجتمع وتحويلهم إلى عناصر إيجابية تساهم بفاعلية في دفع مسيرة التنمية ورد الجميل إلى الوطن.
 
وهدفت الاتفاقية إلى تحديد إطار التعاون حول ترشيح المرضى المتعافين لدى المركز الوطني للتأهيل بهدف الاستفادة من البرامج التدريبية والفرص الوظيفية التي يسعى مجلس أبوظبي للتوطين إلى توفيرها لدى جهات العمل المختلفة في الإمارة. ونصت الاتفاقية على أن يتعاون الطرفان على ضمان حصول المرشحين على فرص وظيفية وتدريبية لتأهيلهم وتطويرهم لشغل وظائف لدى جهات العمل بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل وبما يخدم أهداف الطرفين بمنح المرشحين فرصا  للاندماج في المجتمع بعد اجتيازهم للبرامج العلاجية لدى المركز بنجاح.
 
وشارك المركز في 23 يونيو بفعاليات حملة "قصوا علي" التي أطلقتها وزارة الداخلية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات لتوعية وتحذير أفراد المجتمع من شرور هذه الآفة بأشكالها في إطار حربها المستمرة لمكافحة سموم تستهدف أغلى ما تملك المجتمعات وهم الشباب.
 
كما شارك المركز الوطني للتأهيل في 2 يوليو  في فعاليات المؤتمر الأول لإدارة مكافحة المخدرات والذي أ قيم بمملكة البحرين تحت عنوان "المخدرات والتحديات الأمنية -الرقابة الدولية على السلائف والأساسيات الكيميائية ومدى خطورتها على دول المنطقة".
 
وتأني مشاركة المركز الوطني للتأهيل في المؤتمر انطلاقا من الحرص على استعراض تجربة الإمارات في مختلف المحافل العلمية المتخصصة بمكافحة الإدمان حيث تمكن المركز خلال المؤتمر من أن يستعرض تجربته الرائدة في الوقاية والعلاج والتأهيل بالإضافة إلى دوره في نشر الأبحاث العلمية وإطلاق أول مجلة علمية في الشرق الاوسط تعنى بعلوم وطب الإدمان على المؤثرات العقلية كما حظي بفرصة الاطلاع على تجارب وخبرات النظراء من مختلف أنحاء العالم.
 
وقام المركز الوطني للتأهيل في 21 يوليو بإيفاد سبعة مرضى متعافين من الإدمان لأداء مناسك العمرة خلال شهر رمضان الفضيل وذلك في إطار حرصه على تقديم نموذج تأهيل شامل للمرضى وترسيخ القيم الدينية في نفوسهم .
 
وشارك وفد من المركز بإجتماع منظمة الصحه العالميه بجنيف في 13 اغسطس حول التطبيق الميداني للتصنيف العالمي الحادي عشر للإضطرابات الناتجة عن تعاطي المؤثرات العقلية والامراض المصاحبه.
 
وفي 14 اكتوبر أعلن المركز الوطني للتأهيل بالتعاون مع جامعة خليفة عن إتمامه مرحلة جمع العينات الجينية لمرضى الإدمان في المركز كجزء من الدراسة الأولى من نوعها في الإمارات لتحديد العلامات الجينية للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض الأدمان.
 
ووفق الدراسة التي يقوم بها الطرفان فقد تم جمع 250 عينة جينية من مرضى المركز ليدخل البحث مرحلة التحليل والتي من المتوقع أن تستغرق ستة أشهر وتهدف الدراسة الى التعرف على وتحديد الجينات المتعلقة بخطر الإصابة بمرض الأدمان في عينة من الذكور الإماراتيين المصابين بمرض الأدمان مقارنة مع عينة من الأشخاص الأصحاء والمساعدة في تحسين خطط العلاج بناء على بيانات الحمض النووي لمرضى الإدمان.
 
واكد المركز الوطني للتأهيل  على هامش مشاركته في معرض "توعية" بأنه في خلال هذا العام استقبل المركز 364 مريضا  ويشكل الطوعيون منهم نسبة 70 بالمائة وقد اكدت هذه الاحصائيات على الوعي المتزايد بخطورة مرض الادمان وثقافة السعي لطلب المساعدة الطبية للتخلص من هذا المرض.
 
وام/هك
 

Z