رئيسة وزراء استراليا السابقة تؤكد أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في توثيق العلاقة بين الجمهور والحكومات

الشارقة في 22 فبراير / وام / أكدت السيدة جوليا جيلارد رئيسة وزراء استراليا السابقة أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورا مهما في توثيق العلاقة بين القادة وبين الجمهور لكنها في الوقت نفسه حذرت من إهمال دور الإعلام وخاصة البرامج الحوارية والمؤتمرات الصحفية لأنها تتيح مجالا أوسع لمناقشة القضايا التي تساهم في مشكلاتهم وإحداث تغيير حقيقي في أنماطهم الحياتية.
جاء ذلك خلال جلسة الحوار الخاصة التي اختتمت جلسات اليوم الأول من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2015 بحضور معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي والشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مركز الشارقة الاعلامي وعدد من المسؤولين والشخصيات والإعلاميين.
أدار الجلسة الإعلامي البريطاني ستيفن ساكور مقدم برنامج هاردتوك بي بي سي حيث استعرض تجربة جيلارد المميزة خلال فترة توليها لمنصب رئاسة الوزراء من عام 2010 إلى 2013 حققت خلالها العديد من الانجازات على الصعيدين الداخلي والخارجي عززت بها ثقة المواطن الاسترالي بحكومته من خلال الاصلاحات التي طبقتها على أنظمة الصحة والتعليم والرعاية الإجتماعية ومن العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع القرن الآسيوي والولايات المتحدة الأمريكية.
وحول الاستراتيجية التي اتبعتها في التعامل مع الجمهور والاعلام إبان توليها لمنصب رئاسة الوزراء وفي ظل التحديات التي كانت تواجهها استراليا في تلك الفترة ..قالت جيلارد ان على القائد ان يثق بالجمهور ويسعى الى فتح حوار مسؤول وجاد حول القضايا الهامة والحساسة ..مشددة على أهمية الالتزام بالصدق والشفافية وحتى لو لم يتمكن القائد من تنفيذ الوعود التي قطعها للجمهور فعليه مخاطبة الجمهور بموضوعية مع تبيان الأسباب التي حالت دون ذلك.
وعن الدور الذي يلعبه الاتصال الحكومي في القضايا المحورية المرتبطة بالدولة ..أشارت جيلارد إلى ضرورة تحلي الحكومات بالسرعة أثناء استجابتها للقضايا الطارئة .. منوهة الى أن هذه السرعة ستكون نتائجها سلبية اذا لم تترافق مع الحقيقة والصدق في نقل الرسائل.
وأضافت انه في زمن سرعة تناقل المعلومات والأخبار يصبح إمكانية الخلط بين ما هو حقيقي وما هو مزيف كبير جدا لذا على الحكومات أن تكون جاهزة بفاعلية من خلال فريق مدرب قادر على التعاطي مع الأزمات على وجه التحديد.
وحول رؤيتها لمستقبل الاتصال الحكومي والتحديات التي يواجهها ..
قالت " لقد بدأت حياتي العملية كمدرسة وكنا نضع خططا دراسية بعيدة المدى تحتاج الى التروي في مراكمة النجاحات وبعد النظر والقدرة على قراءة النتائج " ..مشيرة الى ان هذه التجربة أضافت الكثير لخبرتها وجعلتها مقتنعة أن أهم التحديات التي يواجهها مستقبل الاتصال الحكومي هو وضع الخطط والاستراتيجيات حول كيفية التعاطي مع المستجدات وعدم انتظار الحدث للتعامل معه بطريقة عفوية.
وفي معرض إجابتها على أسئلة الجمهور .. شددت جيلارد على أهمية أن يتحلى القائد بالثقة بالنفس وأن يغل ب القضايا العامة على قضاياه الشخصية التي قد يتداولها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي بهدف إضعافه ..مشيرة الى ان وسائل الإعلام والتواصل لا تخلو من العيوب والثغرات ولكن يجب أن نتعامل معها بايجابية وصبر لتغليب الجانب الايجابي على الجانب السلبي.
يشار الى ان السيدة جيلارد بدأت حياتها السياسية عندما دخلت مجلس النواب الاسترالي في إنتخابات 1998 ومن ثم انتخبت رئيسة للوزراء عام 2010 حيث كانت قبل ذلك نائبة لرئيس الوزراء .. وحققت جيلارد عددا من المكاسب الدبلوماسية حيث تم إنتخاب أستراليا في عهدها لعضوية مجلس الأمن الدولي في الأمم المتحدة .. كما نجحت خلال فترة توليها رئاسة حكومة استراليا في تحقيق النمو الاقتصادي لبلادها التي تمتلك الاقتصاد الـ12 الأكبر على مستوى العالم في الوقت الذي كانت العديد من الدول تخسر حصصها من السوق العالمية نتيجة تباطؤ معدلات النمو وتتراجع على مستوى العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية.
من جهة أخرى يواصل المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2015 فعالياته لليوم الثاني غدا من خلال جلسة حوارية مع الأخضر الابراهيمي المستشار الخاص للأمين العام السابق للأمم المتحدة فيما تعقد الجلسة الثانية تحت عنوان / مستقبل الاتصال الحكومي الإلكتروني / وتستضيف كلا من جاريد كوهين مؤسس ورئيس جوجل أيدياز وهيوغ بيني نائب رئيس الأخبار في جيتي ايماجيز لمناطق أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا وبن هامرسلي صحفي متخصص وباحث في أدوات التواصل الاجتماعي ومنى أبو سليمان الإعلامية في قناة إم بي سي قبل أن يختتم المنتدى فعالياته من خلال دراسة حالة بعنوان / المتحدث الرسمي: بين الواقع والمستقبل / يحاور فيها الإعلامي تركي الدخيل المدير العام لقناة العربية كلا من جيمس روبن مساعد وزير الخارجية في إدارة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون ومعالي مصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية وروبين جوردون فارليغ رئيس التخطيط - ومسؤول الأخبار الحكومية في مكتب رئيس الوزراء البريطاني وخالد حازم رئيس تطوير الأعمال في الشرق الأوسط وأفريقيا في القطاع الحكومي لدى مايكروسوفت.
- بتل -
وام/مصط