محمد بن راشد يعتمد إستراتيجية دبي للتنقل ذاتي القيادة الأولى من نوعها على مستوى العالم
محمد بن راشد..
الإمارات تنتقل من مرحلة استشراف المستقبل إلى صناعة المستقبل .
دبي المدينة الأولى عالميا في تطبيق منظومة ذكية متكاملة للتنقل ذاتي القيادة بدون سائق .
دبي تقدم نموذجا عالميا متفردا لمدينة المستقبل وتتحول لأكبر مختبر عالمي للتكنولوجيا والبحث والتطوير .
"تحدي دبي العالمي للتنقل ذاتي القيادة" أكبر مناقصة عالمية للشركات ومراكز البحث والتطوير لتطبيق تكنولوجيا التنقل ذاتي القيادة في دبي .
الاستراتيجية مشروع مشترك بين هيئة الطرق والمواصلات و مؤسسة دبي للمستقبل، ويعتبر باكورة مشاريع المؤسسة الجديدة .
دبي في 25 إبريل /وام/ أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي إستراتيجية دبي للتنقل الذكي ذاتي القيادة التي تهدف إلى تحويل 25 بالمائة من إجمالي رحلات التنقل في دبي إلى رحلات ذاتية القيادة بدون سائق من خلال وسائل المواصلات المختلفة بحلول عام 2030 حيث يتوقع أن تصل الوفورات والعوائد الاقتصادية السنوية لهذه الاستراتيجية إلى 22 مليار درهم .
وقال سموه "دبي تتقدم مدن العالم وتحقق نقلة نوعية في توظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان وتؤسس نموذجا عالميا متفردا لمدن المستقبل وتتحول إلى أكبر مختبر عالمي للتكنولوجيا والبحث والتطوير .. واليوم نضع إستراتيجية واضحة ومحددة الغايات للتنقل الذكي لتشكل أحد المحاور الرئيسية في تحقيق الاقتصاد المستدام لدولة الإمارات" .
وأضاف "أن هذه الاستراتيجية تشكل مرحلة مكملة لسلسلة من الإنجازات وتترافق مع إطلاقنا إستراتيجية دبي للطاقة النظيفة في نوفمبر الماضي وتدشين المرحلة الثانية لأكبر مجمع طاقة شمسية في العالم .. نريد أن نجعل من دبي مكانا مستداما للعيش تتمتع فيه أجيال المستقبل بأرقى الخدمات الذكية في بيئة مستدامة ... اليوم نضع لبنة جديدة لمدن المستقبل تتمثل في أنظمة المواصلات القائمة على تكنولوجيا التنقل ذاتي القيادة" .
وأكد سموه "بحلول عام 2030 ستكون 25 بالمائة من رحلات التنقل في دبي ذكية ذاتية القيادة تعمل على تسهيل حياة الناس وتزيد من إنتاجية الأفراد وتحافظ على مواردنا الطبيعية وبيئتنا".
وتابع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم "انتقلنا من مرحلة إستشراف المستقبل إلى صناعته .. أنظار العالم كلها تتجه إلى دولتنا التي أصبحت تتقدم الكثير من دول العالم في توظيف التكنولوجيا للارتقاء بالقطاعات الرئيسية المرتبطة بحياة الإنسان وتوظيف الابتكار والتقنيات الحديثة في مختلف مجالات العمل والحياة" .
وأشار سموه إلى أن هذه الاستراتيجية تعتبر مشروعا مشتركا بين هيئة الطرق والمواصلات ومؤسسة دبي للمستقبل وهي باكورة مشاريع المؤسسة التي تهدف من خلالها إلى تطبيق المفاهيم المستقبلية على أرض الواقع وخلق نموذج عالمي لمدينة المستقبل" .
كما أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن "تحدي دبي العالمي للتنقل ذاتي القيادة" والذي يعتبر أكبر مناقصة عالمية تتنافس فيها الشركات العالمية والمؤسسات الأكاديمية ومراكز البحث والتطوير لاختبار وتطبيق آخر ما توصلت إليه هذه التكنولوجيا عبر تطبيقات وسيناريوهات تنقل واقعية على شوارع دبي .
وعلق سموه على التحدي العالمي بقوله "تتميز دولة الإمارات بطموحها المستمر في تحقيق الريادة والأسبقية في كل ما يخدم الإنسان ويسهل حياته وقد كانت لنا تجارب ناجحة بدأت من دولة الإمارات وأصبحت خلال فترة وجيزة مثالا لتكنولوجيا المستقبل مثل الطائرات بدون طيار والروبوتات وأنظمة الذكاء الاصطناعي واليوم نطلق تحدي دبي العالمي للتنقل ذاتي القيادة بشكل مناقصة عالمية لكل الشركات ومراكز البحث والتطوير والمؤسسات الأكاديمية بهدف الإسراع في نقل هذه التكنولوجيا من المختبرات وحقول التجربة إلى التطبيق الواقعي على شوارع دبي" .
حضر إطلاق الاستراتيجية معالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل نائب رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل وسعادة المهندس مطر محمد الطاير المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات بدبي وعدد من المسؤولين .
وتعد الاستراتيجية الأولى من نوعها على مستوى العالم .. بوفورات وعوائد اقتصادية وتنموية تفوق ال 22 مليار درهم .
ويتوقع أن تحقق الاستراتيجية الجديدة للتنقل الذكي في إمارة دبي وفورات وعوائد إقتصادية سنوية كبيرة تقدر بحوالي 22 مليار درهم سنويا وترتقي بمستوى التنمية المستدامة وتعزز الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وتساهم بدور رئيسي في دعم جهود الإمارة للتحول إلى مدينة مستقبلية رائدة ومتميزة تشكل نموذجا يحتذى به عالميا .
وتشمل هذه الوفورات والعوائد جوانب متعددة تشمل خفض تكاليف التنقل وانبعاثات الكربون والحد من الحوادث ورفع إنتاجية الأفراد وتوفير مئات ملايين الساعات المهدورة في التنقل بالوسائل التقليدية .
وسيؤدي تطبيق الاستراتيجية إلى تقليل تكاليف التنقل بنسبة 44 بالمائة بما يساوي 900 مليون درهم كما سيتم توفير 1.5 مليار درهم عبر خفض التلوث البيئي بنسبة 12 بالمائة إضافة إلى توفير 18 مليار درهم عبر رفع كفاءة قطاع التنقل في إمارة دبي بنسبة 20بالمائة وتهدف الاستراتيجية كذلك إلى الحد من الحوادث المرورية والخسائر الناجمة عنها بنسبة 12بالمائة وبما يوفر 2 مليار درهم سنويا كما أنها تسهم في رفع إنتاجية الأفراد بنسبة 13 بالمائة عبر تجنب هدر 396 مليون ساعة على الطرقات سنويا كما أنها تسهم في تقليل الحاجة للبنية التحتية للمواقف بنسبة تصل إلى 20 بالمائة .
وترتكز إستراتيجية دبي للتنقل الذكي على أربعة محاور رئيسية هي: الأفراد والتكنولوجيا والسياسات والتشريعات والبنية التحتية .
وتقوم محاور إستراتيجية دبي للتنقل ذاتي القيادة على تأسيس البنية التحتية المناسبة للتقنيات الجديدة المطلوبة ودراسة جاهزية أنظمة النقل المعتمدة على القيادة الذاتية كما سيتم نشر المعايير والمتطلبات الداعمة لأنظمة القيادة الذاتية ودعم تطوير البنى التحتية حسب أرقى المعايير المستقبلية .
وبما أن تكنولوجيا القيادة الذاتية وأنظمة الاتصالات تلعب دورا أساسيا في تحقيق مستهدفات الاستراتيجية فقد تم تخصيص محور كامل لها ضمن الاستراتيجية سيتم من خلاله دراسة وتوثيق تجربة تنقل ذاتية القيادة ضمن وسائل المواصلات المختلفة في إمارة دبي إضافة إلى تحقيق السبق والريادة العالمية في تطبيق أنظمة النقل ذاتية القيادة ضمن وسائل الموصلات الحالية والمستقبلية كما سيتم ضمن محور التكنولوجيا تشجيع أنشطة البحث والتطوير في مجال أنظمة النقل ذاتية القيادة بالتعاون مع الشركات ومراكز البحث والتطوير العالمية إضافة إلى المؤسسات الأكاديمية داخل الدولة وخارجها كما سيتم من خلال هذا المحور عقد الشراكات العالمية مع مزودي التكنولوجيا ومصنعي المركبات ومزودي الخدمات المساندة لمنظومة المواصلات مثل شركات التأمين وغيرها .
وسيتم من خلال الاستراتيجية تطوير إطار تشريعي داعم لمنظومة التنقل ذاتي القيادة يعتبر الأول من نوعه على مستوى العالم ما يساعد في تنفيذ الاستراتيجية كما سيتم تحديد نماذج ووسائل التنقل الذاتي المسموح بها في الإمارة إضافة إلى مراجعة وتعزيز السياسات والتشريعات الداعمة للنقل الجماعي وتوثيق ونشر هذه التشريعات والسياسات بحيث تمثل مرجعية عالمية يمكن أن تستفيد منه مدن العالم الأخرى المهتمة بتطبيق أنظمة التنقل ذاتي القيادة .
كما ستتبنى الاستراتيجية ضمن محور الأفراد بناء القدرات الوطنية من خلال تأسيس مركز تميز لأنظمة النقل ذاتية القيادة يتم تأهيل الخبرات والكفاءات الوطنية على أسس مبتكرة إضافة إلى جذب الباحثين والمتخصصين في مجال تكنولوجيا التنقل ذاتي القيادة كما سيتم بناء محتوى معرفي يعزز نشر الثقافة حول أهمية تكنولوجيا النقل ذاتي القيادة عبر تنظيم المؤتمرات وإصدار المنشورات والكتب وعقد ورش العمل وغيرها إضافة إلى العمل على إدارة التغيير من خلال تشجيع استخدام المواصلات ذاتية القيادة وبشكل خاص وسائل النقل الجماعي .
وقد تم ضمن الاستراتيجية تحديد طبيعة المواقع التي سيتم التطبيق فيها وأنماط المواصلات الرئيسية وهي المترو ذاتي القيادة والحافلات ذاتية القيادة ومركبات الأجرة ذاتية القيادة إضافة إلى وسائل التنقل ذاتية القيادة الاخرى المستخدمة في المراحل الاولى والأخيرة من الرحلات كما سيتم تطبيق مفهوم التنقل ذاتي القيادة في المناطق التجارية والمجمعات السكنية والحدائق العامة على مستوى الإمارة .
ويمثل تحدي دبي العالمي للتنقل ذاتي القيادة نموذجا عالميا متفردا على شكل مناقصة تساهم في الإسراع من تطبيق تكنولوجيا المستقبل على أرض الواقع من خلال تحديد مستهدفات ونسب تطبيق واضحة ومعايير تقييم مفصلة للشركات العالمية والباحثين والمطورين وذلك لتطبيق مفهوم التنقل ذاتي القيادة على أرض دبي مما يساهم في توجيه مسار تطوير هذه التكنولوجيا على مستوى العالم .
وسيتم تحدي دبي العالمي للتنقل ذاتي القيادة ضمن مسارين رئيسيين: المسار الأول: سيناريو التنقل ضمن الميل الأخير Last Mile Transportation والذي سيتم من خلاله نقل الراكب من محطات مترو معينة في الإمارة إلى مجموعة من الوجهات القريبة مما يزيد من جاذبية أنظمة النقل الجماعي للجمهور .. والمسار الثاني: سيناريو التنقل من خلال حافلات ذاتية القيادة ضمن أحياء سكنية محددة للتنقل بين وجهات محددة ضمن إطار الحي كالمتاجر والمدارس والعيادات والمراكز الخدمية حيث سيتم اختيار الفائزين بهذا التحدي بناء على معايير فنية متعددة منها : الوقت المستغرق لرحلة التنقل ومدى سلامة ومرونة الرحلة والكفاءة الاقتصادية ومدى دقة الوصول للوجهة .
وتعتبر استراتيجية دبي للتنقل ذاتي القيادة والتي تقودها هيئة الطرق والمواصلات بدبي بالتعاون مع مؤسسة دبي المستقبل أحد مبادرات برنامج مدن المستقبل الهادف إلى إطلاق مشاريع وإستراتيجيات مستقبلية تحقق الأسبقية العالمية والقيمة الاقتصادية لدولة الإمارات ودبي حيث تركز هذه الاستراتيجية على أحد المكونات الرئيسية لمدن المستقبل والمتمثلة في التنقل الذكي ذاتي القيادة .
وتشير دراسات أجراها المنتدى الاقتصادي العالمي بالتعاون مع هيئة الطرق والمواصلات ومؤسسة دبي المستقبل شملت أكثر 10 دول يتوقع أن تطبق هذه التكنولوجيا وهي: دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية والصين والهند وألمانيا وهولندا وسنغافورة والمملكة المتحدة وفرنسا واليابان بأن 58 بالمائة من سكان المدن الرئيسية فيها يفضلون استخدام وسائل المواصلات ذاتية القيادة في حين وصلت هذه النسبة في دبي إلى 70 بالمائة وذلك لأسباب مرتبطة بزيادة الإنتاجية وعدم الرغبة في البحث عن مواقف لصف المركبات.
- مل - عبي.
وام/عبي/سرا