الشراكة بين الأندية الإماراتية والأوروبية .. مكاسب تتخطى الجانب الرياضي.

الشراكة بين الأندية الإماراتية والأوروبية .. مكاسب تتخطى الجانب الرياضي.

أبوظبي في 23 فبراير/ وام/ تسعى أندية الإمارات لعقد الشراكات مع الأندية الأوروبية من أجل دعم لاعبيها وتبادل الخبرات الفنية فيما بينها، خصوصا في مجالات الكشف عن المواهب في سن مبكرة، وصقلها بأفضل وأحدث برامج التدريب والتأسيس في مدارس الكرة والأكاديميات للعمل على تطوير قطاعات المراحل السنية، حتى تكون رافدا مهما للأندية والمنتخبات الوطنية.

وأعلن نادي خورفكان عن توقيع اتفاقية شراكة وتعاون مع أكاديمية نادي انتر ميلان الايطالي، لدعم وتطوير قطاع الناشئين وإدارة أكاديمية النادي. وقبل عامين وقع نادي الشارقة اتفاقية شراكة مع أكاديمية نادي أياكس أمستردام الهولندي من أجل دعم وتطوير المواهب واكتشافها.

وقد سبق اتفاقية أندية الشارقة مع الأندية الأوروبية العديد من الشراكات لأندية الإمارات ففي عام 2010 وقع نادي العين اتفاقية تعاون مع نادي أتلتيكو مدريد الاسباني، وقد شملت الاتفاقية برامج التطوير والخطط الاستراتيجية على جميع الأصعدة سواء تبادل الخبرات أو برامج التطوير الرياضي والاستثماري والتسويقي.

كما وقع شباب الأهلي اتفاقية مع رابطة الدوري الاسباني لكرة القدم، في عام 2016، حيث كانت الأولى من نوعها على مستوى العالم بين ناد رياضي ورابطة الدوري الاسباني، وقد ركزت على تقديم الخبرات الإدارية والفنية والتنظيمية والعلمية، والعمل على نقل تجارب وخبرة الدوري الاسباني لدعم شباب الأهلي.

وفي عام 2019 وقع مجلس أبوظبي الرياضي اتفاقية تعاون مع نادي مانشستر سيتي الانجليزي ومجموعة سيتي لكرة القدم، والتي عملت على دعم خطط الارتقاء بمنظومة كرة القدم في أكاديميات أندية أبوظبي والاستفادة من البرامج الاحترافية المتقدمة لتأهيل الكوادر ودعم المدربين وتطوير مهارات اللاعبين.

وقال سعادة عيسى هلال الحزامي رئيس مجلس الشارقة الرياضي إن المجلس يسعى دائما من أجل دعم الأندية على توقيع الاتفاقيات مع الأندية الأوروبية، وذلك لتبادل الخبرات والعمل على تطبيق التجربة المثالية للاحتراف في كرة الإمارات، من أجل الأجيال الجديدة التي يركز عليها بقوة.

وأضاف في تصريحات لـ " وكالة أنباء الإمارات" / وام/ : "أوروبا هي أساس احتراف كرة القدم، ونعمل دائما من جانبنا على عقد الشراكات مع الأندية والأكاديميات الأوربية من أجل تحقيق الفائدة للاعبينا، ولمدربينا الوطنيين، حتى يكتسبوا خبرات الاحتراف بشكل أفضل وعن طريق المحاكاة أبرز الأندية والأكاديميات العالمية.

وتابع رئيس مجلس الشارقة الرياضي: عندما نتعاقد مع أكاديميات وأندية أوروبية ننقل تجربة احترافية حقيقية إلى أنديتنا، خاصة وأن هذه الأكاديميات يديرها ويشرف عليها لاعبين محترفين، وسبق لهم أن خاضوا التجربة الأوروبية كاملة، ما يعني أن هذه الخبرة والإمكانيات الفنية ستنتقل الينا، إضافة إلى ذلك تجربة المعايشة داخل هذه الأندية والتي تأتي ضمن الاتفاقيات الموقعة لتكون التجربة ناجحة بكافة جوانبها.

وأكد الحزامي أن الاتفاقيات الرياضية لها جانب مجتمعي وسياحي أيضا، حيث يتم بالتنسيق على سبيل المثال مع دائرة الانماء السياحي بالشارقة من أجل التواجد في الجولات الخارجية للتعريف بالإمارة سواء رياضيا أو مجتمعيا ما يعني أن الفائدة تكون لها العديد من الجوانب وليس على الجانب الرياضي فقط، لافتا إلى أن تجربة الاتفاقية بين نادي خورفكان وانتر ميلان الإيطالي لن يكون مردودها على الجانب الرياضي فقط للنادي وللإمارة، بل على الجانب السياحي والترويجي أيضا.

وقال علي عمر مدير إدارة التطوير الرياضي بمجلس دبي الرياضي إن مجلس دبي عمل على عقد العديد من الاتفاقيات والشراكات مع الاتحادات والأكاديميات الكروية العالمية، من أبرزها الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، ورابطة الدوري الاسباني لكرة القدم، وذلك من أجل دعم تطوير اللاعبين والمدربين الإماراتيين بمختلف اندية دبي.

وأضاف :" بدأنا بالفعل في جني ثمار هذه الاتفاقيات من خلال ارسال العديد من المدربين واللاعبين لفترات معايشة في مختلف الدوريات الأوروبية، وكان أبرز المدربين سالم ربيع مدرب النصر الحالي، والمدرب سليم عبد الرحمن، والمدرب وليد عبيد، وغيرهم، وبالنسبة للاعبين فقد قمنا بعمل دورات وبرامج داخلية وخارجية من أجل تدريبهم أيضا وقد اقيمت خلال السنوات الماضية بطولة حمدان بن محمد لكرة القدم، حيث استمرت لفترة طويلة، وأظهرت العديد من المواهب الحالية منهم علي سالمين لاعب الوصل، وأحمد شامبية حارس النصر، والعديد من اللاعبين، حيث كان احتكاكهم من خلال الدورة مع عدد كبير من اللاعبين الدوليين من مختلف الاكاديميات العالمية.

و قال أحمد سعيد عضو مجلس إدارة شركة كرة القدم بنادي بني ياس والمحلل الرياضي إن الأهم في اتفاقيات التعاون هو آلية التطبيق والتنفيذ حتى يكون لها صدى ومردود إيجابي لتعود بالفائدة على أنديتنا ولا عبينا، لأنهم هم الحلقة الأهم في تطوير مهاراتهم ومدهم بالخبرة الكافية.

وأضاف:" نتمنى أن تكون هذه الشراكات مع أندية عربية أيضا خاصة من مصر وتونس والجزائر والمغرب، حتى تكون التجربة مختلفة بجانب التجربة الأوروبية في حال تطبيقها بالشكل الصحيح".

وتابع أحمد سعيد :هناك الكثير من الشراكات التي تم توقيعها بين الأندية الإماراتية ونظيراتها الأوروبية، ولكن لم يتم تفعيلها بالشكل الصحيح، لذا فالمطلوب هو ضمان استمراريتها من أجل تحقيق أهدافها وخدمة جميع الأطراف.

من جانبه قال أحمد حماد المحلل الرياضي والمدير التنفيذي السابق لنادي شباب الأهلي إن اتفاقيات التعاون بين الأندية والأكاديميات الأوروبية ونظيرتها الإماراتية تخطت حاليا المجال الإداري المتمثل في استضافة الفرق وإقامة المعسكرات، إلى جانب تبادل الخبرات الفنية.

وأضاف: "الجانب الفني هو الأهم في هذه الاتفاقيات، ولو تم التطبيق بالشكل الصحيح سيكون المردود إيجابيا للغاية على أنديتنا ودورينا في وقت قريب، والأهم هو استغلال هذه الفرص في دعم لاعبينا وزيادة خبراتهم، لافتا إلى ضرورة أن تكون الاتفاقية مع أندية لها سمعتها وتاريخها الكبير، حتى يكون المردود أكبر سواء من ناحية التطوير أو كسب الخبرات.

وأكد ضرورة أن تكون هذه الاتفاقيات موقعة من قبل المجالس الرياضية واتحاد الكرة حتى تأخذ الجانب الرسمي، ويتواصل تفعيلها لوقت أطول لأنه من الممكن أن يتم الغاؤها بمجرد تغيير مجالس الإدارات .