"الإماراتي لكتب اليافعين" يختتم مشاركته في مؤتمر دولي بماليزيا.

الشارقة في 14 سبتمبر / وام / اختتم وفد المجلس الإماراتي لكتب اليافعين مشاركته بفعاليات المؤتمر الثامن والثلاثين للمجلس الدولي لكتب اليافعين في مدينة بوتراجايا بماليزيا و الذي عقد تحت شعار "قوة القصص" .

استعرض الوفد الذي مثّل دولة الإمارات العربية المتحدة خلال المؤتمر دور القصص و إسهامها في تشكيل وعي الأجيال الجديدة وإثراء معارفهم.

وأسهمت مشاركة الوفد بهذا الحدث السنوي في تسليط الضوء على جهود دولة الإمارات في إثراء أدب الأطفال واليافعين وتطوير محتوى الكتب الصادرة باللغة العربية في الوطن العربي وتنمية قدرات العاملين في مجال صناعة كتب الأطفال واليافعين من خلال ما يقدمه المجلس الإماراتي لكتب اليافعين من جوائز ودورات وبرامج إلى جانب ما تتيحه المشاركة من تواصل مع الفروع المحلية للمجلس الدولي في بلدان عديدة حول العالم، للتعاون في المجالات التي تعزز من انتشار القراءة بين أجيال المستقبل.

ضم وفد المجلس كلاً من مروة العقروبي رئيس المجلس و الدكتورة إليازية خليفة وناديا النجار الكاتبتين الإماراتيتين من المجلس الاستشاري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين و اللتين شاركتا في عدة نقاشات للتعرف على مستجدات المشهد الدولي لكتب الأطفال والاستفادة من فرص التواصل التي يقدمها المؤتمر إضافة إلى إيمان محمد مدير البرامج و الجوائز في المجلس والكاتبة والفنانة البريطانية المتخصصة في القراءة العلاجية إيلا بيرتود والباحث المكتبي محمد بوفارس.

و شاركت مروة العقروبي خلال المؤتمر بورقة عمل سلّطت الضوء الضوء على نماذج من مبادرات المجلس وتحدثت عن مبادرة "كان ياما كان" التي أطلقها المجلس عام 2015 بهدف توفير الكتب للأطفال و اليافعين في المناطق التي تشهد أزمات إنسانية أو ظروفا اجتماعية و يواجه الصغار فيها صعوبة في الوصول إلى الكتاب بغض النظر عن لغتهم أو جنسيتهم أو دينهم أو مكانهم.

و تناولت العقروبي أبرز إنجازات المبادرة التي نجحت حتى نهاية العام الماضي في جمع نحو 16 ألف كتاب بلغات عديدة تم توزيع الجزء الأكبر منها على المكتبات والمدارس في كل من المخيم الإماراتي الأردني في الأردن إضافة إلى الهند والمغرب ولبنان واليونان وإيطاليا واستفاد من بعضها أطفال لاجئون نجحت الكتب في سد الفجوة التي يعانون منها من حيث توفر المصادر المعرفية المفيدة لهم وفي الوقت نفسه غرست فيهم أهمية التعددية الثقافية في المجتمعات التي يعيشون فيها .

و أشارت إلى أنه من خلال المحاور الأربعة للمبادرة وهي جمع الكتب والتبرعات والعلاج من خلال القراءة وتدريب المؤلفين والناشرين على إنتاج الكتب الصامتة أسهم المجلس الإماراتي لكتب اليافعين في تعزيز قوة السرد القصصي وغرس الروح والسلوكيات الإيجابية في نفوس الأطفال واللاجئين الشباب الذين تعرضوا لظروف صعبة في حياتهم ما يسهم بدوره في إحداث التغيير الإيجابي في المجتمعات التي تستهدفها المبادرة وتقليص الفوارق بين اللاجئين والمجتمعات المستضيفة.

و قالت مروة العقروبي : " نؤمن بالقصص و قدرتها على تخفيف معاناة الأطفال الذين يعيشون في ظروف قاسية و هديتنا الصغيرة لهؤلاء الأطفال هي الكتب ونحن على ثقة بأنها ستفتح الآفاق أمام مخيلتهم للانطلاق نحو مستقبل أفضل وأكثر إشراقاً.

كما قدم المجلس الإماراتي لكتب اليافعين رعايته لورقة عمل حول القراءة العلاجية قدمتها الكاتبة إيلا بيرتود التي تعاون معها المجلس في تنفيذ العديد من ورش القراءة العلاجية انطلاقاً من حرصه على مساعدة الأطفال على فهم الأحداث بشكل منطقي وبناء قصص جديدة لأنفسهم وبث الأمل في نفوسهم من خلال الكتب.

و أشادت إيلا بجهود المجلس الإماراتي لكتب اليافعين في تعزيز مفهوم "العلاج بالقراءة" بمنطقة الشرق الأوسط، وإعطاء الكتّاب والمعلمين وأمناء المكتبات سبلاً إبداعية جديدة لاستخدام الكتب والقصص كأدوات فاعلة لعلاج الصدمات وبشكل خاص لدى الأطفال واليافعين حيث خرَّجت ورش "العلاج بالقراءة" في الإمارات 14 خبيراً في هذا المجال.

وفي الورقة العلمية الثالثة التي قدمها وفد دولة الإمارت برعاية المجلس الإماراتي لكتب اليافعين استعرض محمد بو فارس دور أدب الأطفال في بناء قادة المستقبل موضحاً أن غرس القيم النبيلة في الأطفال والناشئة والشباب يلعب دوراً أساسياً في بناء أجيال قادرة على تقديم مساهمة إيجابية في مسيرة الحضارة الإنسانية .. لافتاً إلى أن القيم العالمية تزداد قوة وتأثيراً في المجتمعات المتمسكة بتراثها المحلي وقيمها الوطنية.

و أكد بو فارس أن المبادرات الرائدة التي أطلقها المجلس تعزز من نشاط دور النشر المحلية وتسهم في دعمها لإنتاج الكتب التي تخاطب الأطفال وتحقق التكامل بين دور المؤسسات التربوية والمؤسسات المجتمعية للنهوض بأجيال أكثر إدراكاً لدورها في نهضة بلدانها.

وحققت دولة الإمارات إنجازاً لافتاً خلال المؤتمر بما يعكس تطور وازدهار صناعة أدب الطفل العربي فيها حيث تم تكريم الكتب الإماراتية الثلاثة التي رشحها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين لإدارجها في قائمة الشرف للمجلس الدولي لكتب اليافعين لعام 2022 وهي كتاب "بطَريقةِ أُخرّى" لأمل فرح إلى جانب فادي فاضل عن رسوماته في كتاب "دوّار الشّمس" و مروة العقروبي عن ترجمتها لكتاب "أعيدوا لي قُبُّعتي!".

بتل