تواصل أعمال مؤتمر "الدراسات الإسلامية في الجامعات" في أبوظبي.

أبوظبي في 23 نوفمبر / وام / واصل مؤتمر " الدراسات الإسلامية في الجامعات: الرؤى والمناهج" الذي تنظمه جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية أعماله في أبوظبي لليوم الثاني على التوالي، بمشاركة نخبة من العلماء والخبراء والأساتذة من داخل الدولة وخارجها.

ويتناول المؤتمر ستة محاور تتضمن: الدراسات الإسلامية.. الرؤية والمضمون، الدراسات الإسلامية ومناهج البحث والتدريس، إعادة بناء العلوم الإسلامية في الجامعات العربية، الدراسات الإسلامية وتكامل المعارف، الدراسات الإسلامية وتعزيز قيم التعايش والمواطنة، الخطاب الديني والمجتمع.

وأكد سعادة الدكتور خالد اليبهوني الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية على أهمية الدور الذي تضطلع به الدراسات الإسلامية في مؤسسات التعليم في الحفاظ على أصالة الخطاب الديني، وتطوير العلوم الشرعية بما يؤهلها للإسهام في حركة التنمية والتطوير والتجديد والتحديث.

وأضاف " بالنظر في واقع هذه الدراسات بالجامعات العربية والإسلامية، يتبين مدى تأخر أغلبها في أداء هذا الدور، إذ غلب على مناهجها نوع من الجمود في دوائر مغلقة، يحول دون فتح الآفاق الواسعة أمام البحث العلمي الجاد الذي ينتظر منه تقديم رؤى واقتراح مقاربات من شأنها أن تسهم في مد جسور التواصل بين الدين والعلم والنص والعقل والشريعة والفلسفة، كما يلاحظ في مضامين كثيرة من مقرراتها الدراسية تأثر واضح برؤى بعيدة عن العلم ومبادئه ومناهجه".

وأشار إلى أن هذا التكامل المعرفي ينبغي أن يراعي في تحديد المخرجات التعليمية عند صياغة برامج التعليم الديني، لإعداد قيادات دينية واعية ومتزنة، تجمع بين العلوم الإنسانية والمعارف الشرعية، فتستطيع أن تفهم مجتمعاتها وتدرك احتياجاتها الواقعية وتطلعاتها المستقبلية، وأن تنتج خطابا دينيا يسهم في تلبية تلك الاحتياجات".

من جانبه أكد سعادة الدكتور خليفة الظاهري، نائب مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية لقطاع الشؤون الأكاديمية أن "المواطنة" غدت قيمة كبرى وحصنا منيعا من الفتن التي تخرب الأوطان وتهلك الإنسان، وأن المجتمعات المسلمة أصبحت اليوم في حاجة ماسة إلى استثمار هذه المعارف في بناء الإنسان وتنمية الأوطان وتطوير ما ينفع الإنسانية ويفيدها في مختلف المعارف والعلوم.

وأوضح أن اختيار موضوع المؤتمر الدولي الثاني لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية جاء في سياق التحديات الكبرى التي تواجه حقل الدراسات الإسلامية في العصر الراهن، مشيرا إلى أن الجامعة سعت من خلال طرح هذا الموضوع إلى استثارة الأفكار والتصورات واستثمار التجارب والخبرات بغية استخلاص جملة من التوصيات التي يمكن الإفادة منها في تطور الدراسات الإسلامية في الجامعات، بدءا بتجديد المناهج وانتهاء إلى تجويد المخرجات.

وتناولت الجلسة العلمية الرئيسية لليوم الثاني من المؤتمر محور الدراسات الإسلامية ومناهج البحث والتدريس، وتضمنت " مناهج البحث في العلوم الشرعية" وترأس الجلسة الأستاذ الدكتور أحمد نافع عميد كلية الشريعة في موريتانيا.

وترأس جلسة " مناهج البحث في الدراسات الإسلامية بالجامعات المغربية" الأستاذ الدكتور بوشتي المومني رئيس جامعة الملك عبد المالك السعدي بالمملكة المغربية.

وفي الجلسة العلمية الثالثة للمؤتمر اليوم تواصل النقاش حول "منهج التأصيل والتجديد ومنهج النقد والتفكيك، وترأس جلسته الأستاذ الدكتور معز المجولي من جامعة الزيتونة بتونس.

وجاءت الجلسة الرابعة لمؤتمر الدراسات الإسلامية في الجامعات بعنوان " إعادة بناء الدراسات الإسلامية بالجامعات" وترأسها الدكتور عبد الصمد اليزيدي الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين بألمانيا.