الاتحاد النسائي يبرز دور المرأة في تعزيز الاستدامة البيئية

أبوظبي في 9 يونيو/ وام/ نظم الاتحاد النسائي العام بالتعاون مع جامعة الشارقة، جلسة حوارية افتراضية بعنوان "دور المرأة في تعزيز الاستدامة البيئية"، تماشياً مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" عام 2023 عاماً للاستدامة، لإبراز أهمية دور المرأة التربوي والتنموي في نشر ثقافة الوعي البيئية في المجتمع، بما يساهم في ترسيخ قيم الأمن البيئي.

تأتي الجلسة ضمن مبادرة "بيوت مستدامة"، التي تم إطلاقها تحت رعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية ، بهدف بناء قدرات المرأة وتمكينها وتوعيتها للقيام بدورها المهم في الحفاظ على البيئة.

وقدمت المحاضرة الدكتورة نورة الكربي، أكاديمي بقسم علم الاجتماع في جامعة الشارقة، والتي أكدت خلالها أهمية الدور المحوري للمرأة في تحقيق الاستدامة البيئية من خلال ممارساتها اليومية داخل الإطار الأسري وخارجه، ومن هذا المنطلق تستهدف الحكومات المرأة كعامل مؤثر نحو التغيير المستدام، كما جاء الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة التي تم وضعه من جانب الأمم المتحدة ليؤكد على أهمية تمكين المرأة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والذي ينص على تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين كل امرأة وتوفير فرص متساوية للمرأة للحصول على التعليم والرعاية الصحية والعمل المناسب والتمثيل في عمليات صنع القرار السياسي والاقتصادي.

وأضافت أن دولة الإمارات أدركت منذ تأسيسها أهمية حماية البيئة، بفضل الفكر النير لمؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، الذي اعتبر أن البيئة أمانة يجب الحفاظ عليها للأجيال المقبلة، وحرص على حمايتها عبر توفير كل الأنظمة والتشريعات والبرامج والمشروعات اللازمة، حتى أنه "رحمه الله" أمر بعدم قطع أي شجرة غاف أو غيرها، لأي سبب من الأسباب وأوجب مساءلة من يخالف ذلك، حرصاً منه وتقديراً لحماية البيئة، كما تحدثت عن جهود الدولة في تقديم كل الدعم لتمكين المرأة وإشراكها في وضع خطط إدارة الموارد الطبيعية والبيئية ومتابعة ورصد تنفيذها.

وتطرقت إلى جهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، في هذا الجانب وذلك بتوجيه الاتحاد النسائي العام لتنفيذ مبادرات وبرامج رائدة تعزز من وعي المرأة البيئي والذي يعتبر عاملا رئيسا لمجتمع يتبنى الممارسات البيئية الصحية، ويرغب في تغير سلوك الأفراد، حيث أن تغير سلوك الفرد يبدأ من أسلوب تعامل الأسرة مع الموارد الطبيعية المتوفرة في المنزل مثل الماء والطعام والطاقة، بتقليل الإسراف في الطعام والمياه والطاقة وكل مما شأنه أن يؤدي إلى تقليل إنتاج النفايات ومن ثم تقليل التلوث البيئي، إلى جانب دور الاتحاد النسائي في ترسيخ الوعي بأهمية الزراعة المنزلية من خلال مبادرة "زراعتي اكتفائي"، التي ساهمت في تنمية دور المرأة في الحفاظ على استدامة البيئة عن طريق تعزيزها للسلوكيات والممارسات البيئية بين أفراد الأسرة، الأمر الذي عمل على زيادة الرقعة الخضراء بالدولة، إلى جانب توفير الغذاء الصحي للأسرة، وتعليم الأطفال وأفراد الأسرة حول الزراعة وأهميتها.

وقالت: "إذا كنا نسعى للاستدامة فمسؤوليتنا مشتركة ولنعمل معاً لتحقيقها، وبما أن المرأة عنصر أساسي في المجتمع فهي أيضاً عنصر أساسي وفاعل في القضايا البيئية، وإشراكها في العمل البيئي هو جزء من الحل لاستدامة مجتمعاتنا بيئياً واقتصادياً واجتماعياً، إذ تعد المرأة العمود الفقري لتغيير سلوكيات المجتمع، حيث أنها الأم والمعلمة هي نصف المجتمع مما يجعل لها دور فاعل في توجيه الرأي العام والمجتمع، وذلك بإكساب الأبناء وعياً بأساليب التعامل السليم مع الموارد الطبيعية وأيضا الأساليب الصحية والتغذية السليمة، وسينعكس ذلك على وعي المجتمع من خلال الارتقاء بخياراتهم الصحية والبيئية".